لعل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب هو الأول في تاريخ رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية الذي يدان جنائيًّا إلا أنه لن يكون المرشح الأول في التاريخ الذي يترشح لرئاسة البلاد وهو حامل سابقة جنائية في سِجله.
يوجين فكتور ديبس. هذا هو اسم الرجل الذي خاض غمار الانتخابات الرئاسية الأمريكية من محبسه، وحاز عدد أصوات كبيرًا، وكاد أن يحكم بلاد العم سام من خلف القضبان. ففي مطلع القرن العشرين، وتحديدًا عام 1920م، جرى سباق الانتخابات في الوقت الذي كان يقضي فيه "ديبس" عقوبة السجن لمدة 10 سنوات، وقاد حملته الانتخابية والقيود في يديه، وحريته حبيسة السجن، واستطاع الحصول على نحو مليون صوت بالانتخاب المباشر إلا أنها لم تكن كفيلة لإعلان فوزه؛ إذ فشل في الحصول على أصوات المجمع الانتخابي، وخرج خالي الوفاض من السباق.
والرجل الذي كان ينتمي للحزب الاشتراكي؛ ما تسبب في خلق الكثير من العداوات له، تلقى حكمًا بالسجن لمدة 10 سنوات في عام 1918م بعد أن أثارت خطاباته ودعواته المناهضة لتدخُّل بلاده في الحرب العالمية الأولى، وانتقاده إرسال أبناء شعبه لخوض حرب على بُعد آلاف الكيلومترات من الأراضي الأمريكية؛ ما دفعهم إلى سجنه بموجب قوانين للتجسس ومراقبة الصحف، أقرها الكونجرس وقتذاك.
ووعد "ديبس" نفسه بعفو رئاسي في حال تمكنه من الدلوف إلى البيت الأبيض، والجلوس على كرسي الحكم، إلا أنه فشل في الفوز بالانتخابات، ولكن العفو جاءه بعد قضائه أكثر من عامين في السجن من الرئيس الأمريكي وارن هاردينج.
ودانت هيئة محلفين في نيويورك أمس الخمس الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بكل التهم الـ34 الموجهة إليه في قضية دفع أموال خلافًا للقانون؛ لشراء صمت ممثلة أفلام إباحية.
وبعد مداولات على مدار يومين أعلنت هيئة محلفين من 12 عضوًا أنها خلصت إلى أن ترامب مذنب في التهم كافة التي يواجهها، وكان الإجماع مطلوبًا لصدور أي حكم بالإدانة.
وبذلك يصبح الملياردير الجمهوري أول رئيس أمريكي سابق يدان جنائيًّا، بالرغم من أن هذا الحكم لا يمنعه من مواصلة حملته الانتخابية.
وقد حدد القاضي تاريخ 11 يوليو القادم موعدًا للنطق بالعقوبة بحق الرئيس السابق.
وأقصى عقوبة قد يواجهها "ترامب" هي السجن 4 سنوات إلا أنه عادة ما تصدر أحكام أقصر للمدانين بمثل هذه الجريمة، أو أنهم يواجهون غرامات، أو يوضعون تحت المراقبة.