سوف يُدلي أكثر من 150 مليون شخص بأصواتهم لانتخاب رئيس الولايات المتحدة، يوم الثلاثاء المقبل، لكن هناك 538 ناخباً فقط سيختارون الرئيس، وهذا هو ما يُعرف بـ"المجمع الانتخابي".
وبخلاف ما يعتقده كثيرون بأن الناخبين الأمريكيين ينتخبون رئيسهم بشكلٍ مباشر، فإن الكلمة الفصل ترجع لـ"المجمع الانتخابي"، الذي يتكوّن من 538 مندوباً.
تتبع 48 ولاية أمريكية نظام "الفائز يحصل على كل شيء"؛ أي إن مرشح الرئاسة الفائز بالتصويت الشعبي للولاية يحظى بـ"جميع أصوات الناخبين في المجمع" لهذه الولاية؛ لكن ولايتَي ماين ونبراسكا تتبعان نظام "التمثيل النسبي"، صوتان للفائز وصوت واحد للمهزوم.
يجتمع "الناخبون" في ديسمبر، في أول يوم إثنين بعد ثاني يوم أربعاء من الشهر، كل في ولايته، ويدلون بأصواتهم للرئيس ونائبه في اقتراعٍ منفصل. تُسجَّل أصواتُهم على "شهادة تصويت"، وتُرسَل إلى الكونجرس لفرزها، وأيضاً إلى "إدارة الأرشيف والوثائق الوطنية" كجزءٍ من السجلات الرسمية للانتخابات الرئاسية.
في 6 يناير، يُعقَد الكونجرس لإجراء الفرز الرسمي، في جلسة يرأسها نائب الرئيس بصفته رئيس مجلس الشيوخ. وبعد التعداد، يعلن رئيس الجلسة الفائزَيْن بمنصبَي الرئيس ونائبه؛ إثر حصولهما على أصوات ما لا يقل عن 270 "ناخباً"؛ أي أكثر من نصف مجموع الناخبين في "المجمع الانتخابي".
أما إذا لم يفز أيُّ مرشحٍ بالأغلبية، فيُحال التصويت إلى الكونجرس: ينتخب مجلسُ النواب الرئيسَ الجديد، ومجلسُ الشيوخ نائبَ الرئيس. هذا الأمر حصل مرة واحدة فقط في تاريخ الولايات المتحدة، عام 1824، عندما انتخب مجلس النواب جون كوينسي آدامز رئيساً.
غالباً، يجري إعلان الفائز "المتوقَّع" ليلة الانتخابات العامة في نوفمبر. لكن تصويت "المجمع الانتخابي" قد يقلب المقاييس، وذلك ما حدث مع هيلاري كلينتون في انتخابات عام 2016، التي خسرت أصوات المجمع الانتخابي.
لم يحدث ذلك في تاريخ الولايات المتحدة مع هيلاري فقط، حيث تكرّر أربع مرات من قبل في تاريخ البلاد، مع الرئيس جون كوينسي أدامز؛ في عام 1824، والرئيس روثرفورد هيز؛ في عام 1876، والرئيس بنجامين هاريسون؛ في عام 1888، والرئيس جورج بوش؛ عام 2000، إذ تفوق عليه خصمه آل غور؛ بـ540 ألف صوت شعبي، فيما فاز هو بـ271 مقابل 266 من أصوات المجمع الانتخابي؛ ليصبح الرئيس الـ43 للولايات المتحدة.
يحتفظ التصويت الشعبي بأهميته لأن الجمهور هو مَن يحدّد لـ"ناخبي" ولايتهم اسم الرئيس الذي يختارونه، وعندما يصوّت الناس لمرشح رئاسي، هم في الواقع يخبرون ولايتهم مَن المرشح الذي يريدون أن تصوّت له في اجتماع "الناخبين"، ويتقيد المجمع بنتائج الانتخابات العامة (عبر تاريخ الولايات المتحدة، صوّت أقل من 1% من "الناخبين" خلافاً لتعهداتهم).