فتح انسحاب الرئيس الأمريكي جو بايدن من الترشح لولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المزمع انعقادها نوفمبر القادم، الباب أمام الكثير من التكهنات حول خليفته المحتمل، والمرشح الأوفر حظًا للفوز بثقة الديمقراطيين أمام مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب في ظل سباق ساخن جدًا هذا العام.
وعلى الرغم من إعلان "بايدن" دعمه الكامل لنائبته كامالا هاريس لخلافته، إلا أن الكثير من الأخبار تواترت حول احتمالية أن تخلفه في المنصب ميشيل أوباما قرينة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما في خطوة قد تقلب الموازين تمامًا.
وبحسب التكهنات فإن كامالا هاريس وميشيل أوباما أبرز اسمين لدى الحزب الديمقراطي في الوقت الراهن والضيق للغاية لمقارعة الرئيس السابق والمرشح الأبرز للفوز بانتخابات نوفمبر القادم دونالد ترامب.
ذاك الاحتمال بترشح زوجة الرئيس الأسبق غذاه بيان باراك أوباما بخصوص انسحاب "بايدن"، فقد اكتفى بالثناء على الرئيس الحالي وقراره بعدم الترشح، وشجاعته ووطنيته، وإقدامه على إيثار مصلحة بلاده وحزبه على حساب نفسه، فيما امتنع عن إظهار دعمه الواضح لنائبته "هاريس" لتحل محله، كما لم يسمِ أي مرشح مفضل له، مبديًا ثقته في قادة الحزب الديمقراطي لخلق عملية يخرج منها مرشح متميز، على حد تعبيره في البيان.
أما "ميشيل" فقد اكتفت على حسابتها على منصات التواصل الاجتماعي بإعادة نشر بيان زوجها، الذي لم يذكر فيه اسمها إلا في سطره الأخير إلى جوار اسم زوجها في التعبير عن امتنانهما لـ"بايدن" وقرينته لقيادتهما البلاد خلال الأوقات الصعبة.
تُعد ميشيل أوباما من الشخصيات النسائية المؤثرة في العالم، فهي شخصية مؤثرة داخل وخارج الولايات المتحدة، وناشطة في قضايا اجتماعية وحقوقية متعددة، وتتمتع بشعبية واسعة لدى قطاع كبير من الأمريكيين.
السيدة الأولي سابقًا لا تحظى فقط بشعبية وثقة لدى عوام الأمريكيين، بل كذلك بقادة وأعضاء الحزب الديمقراطي، والوحيدة القادرة على إلحاق هزيمة بالمرشح الجمهوري، والفوز بولاية جديدة للديمقراطيين في البيت الأبيض.
وثارت الكثير من التكهنات خلال الآونة الأخيرة بعد الأداء الضعيف لـ"بايدن" أمام "ترامب" في المناظرة الأولى الشهر الماضي، حول ضغط عددٍ من الديمقراطيين على ميشيل أوباما لتكون مرشحة الحزب الديمقراطي، وفقًا لموقع "ميل أونلاين".
كما تفتح استطلاعات الرأي الأخيرة لعددٍ من وسائل الإعلام ذات الاتجاه الديمقراطي شهية السيدة "أوباما" للترشح بشكل جدي، فقد أبانت نتائجها عن تمتعها بشعبية كبيرة أمام خصمها المحتمل "ترامب"، وتفوقها عليه، وتفضيل الأمريكيين لانتخابها عن انتخابه.
وبحسب استطلاع لوكالة رويترز، بالتعاون مع مؤسسة Ipsos في بداية الشهر الحالي، تفوقت ميشيل أوباما على "ترامب" في التصويت، وحصلت على نسبة 50 % من تلك الأصوات مقابل 39 % لصالح المرشح الجمهوري، وهي الوحيدة التي تقدمت عليه بين أسماء الديمقراطيين التي تضمنها هذا الاستطلاع.
وعلى الرغم من ذلك، فقد صرحت السيدة "أوباما" أكثر من مرة بعدم رغبتها في مقعد البيت الأبيض، وعدم اكتراثها بالترشح لأي انتخابات سياسية في الوقت الراهن.
وظهر اسم السيدة "أوباما" كمرشح محتمل قبل نحو عام، حينما صرح سياسي أجنبي لصحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية، بأن حكومته ترجح أن "بايدن" لن يكون المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2024، وأنه سينسحب قبل الانتخابات التمهيدية الأولى، وسيكون الوقت قد فات ليتقدم مرشح من القاعدة الشعبية، وستكون ميشيل أوباما قرينة الرئيس الأسبق، الرئيسة السابعة والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية.
هذا التصريح أو السيناريو الذي بات يقترب من الواقع شيئًا فشيئًا، عززه الكاتب تيم ستانلي بقوله: "إن هناك مصادر بريطانية تؤكد هذه الرواية". قائلاً في مقال نشرته صحيفة "تليجراف" البريطانية، أن كامالا هاريس، نائبة الرئيس "بايدن" الحالية، لا تصلح لزعامة البلاد، مرجحًا كفة زوجة "أوباما" عليها؛ نظرًا لما تتمتع به من شعبية وشخصية.
التكهنات الكثيرة والأسئلة غير المجاب عنها حول هوية المرشح الديمقراطي للرئاسة، سيجاب عنها جميعًا في مؤتمر الحزب القادم في شيكاغو ما بين 19 / 22 أغسطس القادم، حيث سيختار الديمقراطيون مرشحهم المفضل لخوض الغمار الرئاسي.