منذ بدء الحرب على قطاع غزة، لا يزال التوتر سيد الموقف في العلاقة بين الأمم المتحدة ومنظماتها من جهة، وإسرائيل من جهة ثانية.
فبعد أن أعلنت تل أبيب نيتها منع منح تأشيرات لممثلي الأمم المتحدة، بسبب تصريح لأمينها العام أنطونيو غوتيريش رأى فيه أن هجمات حركة حماس في السابع من أكتوبر لم تأتِ من فراغ، لاح خلاف جديد في الأفق؛ فقد حمّل المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إيلون ليفي، منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة اليوم الاثنين، المسؤولية عن أي خسائر في الأرواح نتيجة إهمالها الجسيم، متهمًا إياها بالتواطئ مع ما ادعى أنها "استراتيجية الدرع البشرية" لحركة حماس.
ونشر المسؤول كلامه هذا بتغريدة عبر X، مرفقة بمقطع فيديو يتحدث فيه عن مستشفى الشفاء، مستهزءًا بإعلان منظمة الصحة العالمية عن الصرح الطبي الأكبر في القطاع أنه بات "منطقة موت"، دون تفاصيل أكثر، وفق ما نقلته "العربية الحدث".
كما زعم أن الإعلان الأممي جاء بعد 37 يومًا من حديث إسرائيل عن أن حركة حماس تستعمل المستشفى لأغراض أخرى، وهو ما تنفيه الحركة تمامًا، إلا أن اتهامات المسؤول الإسرائيلي أثارت استغراب العديد من المعلقين على مواقع التواصل، الذين اعتبروها منافية للمنطقة، كما وجه عدد من المغردين انتقادات حادة إلى "ليفي".
يشار إلى أن مجمع الشفاء كان قد تحول منذ أيام إلى محور العمليات البرية، بعد أن اقتحمه الجيش الإسرائيلي الأربعاء الماضي، مبررًا ذلك باستخدام أقبية المستشفى من قِبَل حماس، الأمر الذي نفته الحركة مرارًا خلال الأيام الماضية، مطالبة بإرسال لجنة أممية للتحقيق.
وخرج مئات الأشخاص بينهم نساء وأطفال، السبت، سيرًا على الأقدام، من هذا المجمع الطبي الواقع غرب مدينة غزة والذي تحاصره الدبابات الإسرائيلية. ونزحوا جنوبًا باتجاه شارع صلاح الدين؛ فيما تناثرت نحو 15 جثة على الطريق، بعضها في مراحل متقدمة من التحلل.