عارضت الولايات المتحدة الأمريكية إعلان النرويج وإسبانيا وأيرلندا أمس، الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين، بذريعة أن "الدولة الفلسطينية يجب أن تتحقق من خلال المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين وليس باعتراف من أطراف منفردة"، رغم أن واشنطن لم تبين كيف يمكن تحقيق الدولة الفلسطينية من خلال المفاوضات في الوقت، الذي يردد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزراء حكومته، بأنهم لا يقبلون بقيام دولة فلسطينية.
وانعكس عدم واقعية معارضة أمريكا للاعتراف بفلسطين في حواراتها مع الدول الثلاث قبل إعلان اعترافهم أمس، حيث أبدت لهم أنها تتفهم مواقفهم رغم معارضتها في العلن، وقد تجلى ذلك في تقرير لمجلة "بوليتيكو" الأمريكية، كشف كواليس اجتماعات مسؤولين أمريكيين مع آخرين من أوروبا خلال الأيام السابقة على إعلان إسبانيا والنرويج وأيرلندا الاعتراف بدولة فلسطين، ولم يشر تقرير المجلة إلى أن واشنطن سعت إلى عرقلة أو تأجيل اعتراف الدول الثلاث بالدولة الفلسطينية.
وبيّن مسؤول أيرلندي لـ"بوليتيكو" أنه خلال تلك الاجتماعات أكد المسؤولون الأمريكيون أنه على الرغم من عدم موافقة واشنطن على الخطوة، فإنهم يتفهمون سبب اتخاذنا هذا القرار الآن، ويبدو أنهم قبلوه كتطور لا مفر منه، مضيفاً أنه "لم تكن هناك معارضة حقيقية".
ونقلت المجلة عن مسؤول أمريكي مطلع على الاجتماعات، أن واشنطن ذكرت للدول الثلاث بشكل واضح، أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية لن يكون خطوة مفيدة، ولكن نعتبر هذه الخطوة حقيقة لا مفر منها في سياسات إسبانيا وأيرلندا، بينما النرويج لديها أسباب خاصة بسبب اتفاقيات أوسلو، في إشارة إلى اتفاقيات السلام عام 1993 بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، التي أسست لعملية سلام تنتهي بحل الدولتين، لكنها تعثرت في نهاية المطاف.
وذكرت "بوليتيكو" أن أيرلندا كانت مصممة على اتخاذ قرار الاعتراف دون الإضرار بعلاقاتها مع الولايات المتحدة، وحرصت وزارة الخارجية الأيرلندية على إطلاع نظيرها في واشنطن بشكل سريع على المحادثات، التي أجرتها مع الحكومات الأوروبية ذات النهج المماثل، وهي بلجيكا ومالطا والنرويج وسلوفينيا وإسبانيا، مضيفة أن المسؤولين الأمريكيين قللوا من أهمية إعلان الدول الثلاث خلف الكواليس.
وحذت كل من أيرلندا وإسبانيا والنرويج حذو دول أوروبية عديدة من خلال الإعلان، أمس، أنها ستعترف بالدولة الفلسطينية على أساس حدود عام 1967 وذلك اعتبارًا من 28 مايو الجاري، وتعترف بالفعل نحو 144 دولة من أصل 193 دولة أعضاء في الأمم المتحدة بدولة فلسطين، بما في ذلك أغلب دول نصف الكرة الأرضية الجنوبي، وروسيا والصين والهند.
ولا تعترف أي من دول مجموعة السبع بالأراضي الفلسطينية كدولة ذات سيادة، وتضم مجموعة السبع كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، وقد أشارت المملكة المتحدة وأستراليا في الشهور القليلة الماضية، إلى أنهما ربما تتخذان ذات الخطوة قريباً، كما أعلن وزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه، أن الاعتراف بدولة فلسطين ليس من المحظورات.
وكانت الولايات المتحدة ومعظم دول أوروبا الغربية، قد أبدت استعدادها للاعتراف بدولة فلسطينية يوما ما، لكن ليس قبل التوصل إلى اتفاق بشأن القضايا الشائكة، مثل الحدود النهائية ووضع القدس.