لا تزال منطقتا كردستان في غرب إيران وبلوشستان في جنوب شرق هذا البلد تشهدان مظاهرات واحتجاجات، ويؤيد رجال الدين السنة الاحتجاجات بقوة في هاتين المحافظتين، ويبدو أن السلطات الإيرانية تحاول إسكات الاحتجاجات من خلال الضغط على رجال الدين السنة والسعي إلى إرغامهم للتعاون معها بهذا الخصوص.
وفي التفاصيل، تفيد التقارير الواردة من إيران باعتقال مولوي عبد المجيد مراد زهي، مستشار وعضو مكتب مولوي عبد الحميد إسماعيل زهي، الزعيم الروحي البلوشي وصاحب الكلمة المؤثرة، يوم الاثنين 30 يناير، كما تم اعتقال اثنين من رجال الدين السنة المؤيدين للاحتجاجات في إقليم كردستان ماموستا إبراهيم كريمي ننله وماموستا لقمان أميني، وفقًا للعربية نت.
وأعلن موقع "حال واش" البلوشي المعارض، الذي يغطي أخبار حقوق الإنسان المتعلقة ببلوشستان، عن خبر اعتقال مولوي عبد المجيد وكتب أنه تم إرسال قوات الأمن "بأربع سيارات" لاعتقال السيد مراد زهي.
وأفادت هذه الوسيلة الإعلامية، نقلاً عن مصادر مطلعة، بأن "ملوي مراد زهي كان عائدًا من مراسم جنازة عندما أوقفته أربع سيارات تابعة لقوات الأمن في الشارع وكان في طريقه إلى منزله وأخذته معها".
وبحسب هذا التقرير، فقد طُلب من أتباع هذا المرجع السني متابعة وضعه بالمراجعة إلى "محكمة رجال الدين الخاصة".
وذكرت وكالة أنباء إرنا الإيرانية الرسمية عن "مصدر مطلع": اعتقل عبد المجيد مراد زهي مستشار عبد الحميد إمام جامع بمكي وهو من مقربيه".
وحسب مصدر الوكالة سبب الاعتقال "هو تشويش الرأي العام، والاتصالات العديدة مع وسائل الإعلام الأجنبية، وتحريف الرأي العام".
وكان مولوي عبد المجيد مراد زهي قد أكد في مقابلة مع إذاعة "فردا" الأمريكية الناطقة بالفارسية" في 19 يناير ، أن الأجواء الأمنية تسود في زاهدان عاصمة بلوشستان، وقال إنه بعد تعيين أحمد رضا رادان قائدًا لقوات الشرطة الإيرانية، تريد السلطات الإيرانية بث الذعر والرعب في إيران.
وفي إشارة إلى استمرار الاحتجاجات بعد جمعة زاهدان الدموية، قال: "لقد قتلوا نحو مائة شخص وجرحوا ثلاثمائة إلى أربعمائة شخص، وتم القبض على العديد والناس مستاؤون للغاية، والأجواء متوترة ولم يتخذوا بعد أي إجراء لمعاقبة الآمرين بالقتل ومنفذيه".
ومن بلوشستان في الجنوب الشرقي بمحاذاة باكستان إلى المدن الكردية غربي إيران في الجوار العراقي اعتقلت السلطات رجلي دين سنة وذكرت منظمة حقوق الإنسان الكردية هنغاو تم "اختطاف" اثنين من أئمة الجمعة السنة لمدينة سنندج عاصمة كردستان إيران، من قِبل القوات الحكومية.
ووصفت المنظمة اعتقال كل من الملا إبراهيم كريمي نَنَلَه والملا لقمان أميني بالاختطاف نظرًا لعدم وجود مذكرات اعتقال بهذا الخصوص.
والرجلان هما من أئمة الجمعة في مدينة سنندج اللذان كانا في طريقهما إلى مدينة مريوان، وبعد نشر خبر الاعتقال خرج عددٌ من أهالي مدينة سنندج إلى الشارع احتجاجًا على الاعتقال ورددوا شعارات ضد السلطات وأشعلوا النيران في الشوارع.