ما زالت الاحتجاجات التي انطلقت في إيران منتصف الشهر الماضي إثر وفاة الشابة مهسا أميني، مستمرة، حيث اتخذت منحى أكثر عنفاً مع قمع قوات الأمن للمتظاهرين في مناطق مختلفة من البلاد.
وأفاد شهود عيان بأن شخصين قتلاً اليوم الجمعة، برصاص الأمن خلال احتجاجات خرجت في مدينة زاهدان جنوب شرق البلاد، بحسب ما نقلت شبكة "إيران إنترناشيونال"؛ حيث أتى ذلك، بعد أن خرج عدد من المتظاهرين بعد صلاة الجمعة إلى الشوارع، هاتفين ضد المرشد علي خامنئي وقوات الباسيج، ومتهمين النظام بارتكاب مجزرة في المدينة يوم 30 سبتمبر الماضي، كذلك انطلقت تظاهرات مماثلة في سراوان بمنطقة بلوشستان.
بالتزامن كشف مقطع فيديو نشر على وسائل التواصل الاجتماعي، عدداً من المحتجين يضرمون النار في مقر لقوات الباسيج بشارع بيروزي في العاصمة طهران، ليل أمس الخميس، عبر استخدام زجاجات المولوتوف، فيما كانت عدة مدن إيرانية شهدت أمس أيضًا احتجاجات وإضرابات، وفق ما نقلت "العربية.نت".
يشار إلى أن مدينة زاهدان، الواقعة بجنوب شرق البلاد، والتي تعتبر مركز محافظة سيستان بلوشستان الحدودية مع أفغانستان وباكستان، كانت شهدت أحداثًا دامية أواخر سبتمبر، حيث أطلقت القوات الأمنية النار عشوائياً على العديد من المحتجين قرب أحد المساجد، ما أدى إلى مقتل العشرات؛ حيث وقعت تلك المجزرة بعد أن توافد المئات غاضبين إلى الشوارع، إثر انتشار أنباء عن اغتصاب أحد أفراد الأمن لشابة من المدينة.
وأتى هذا التوتر فيما كانت البلاد تشهد احتجاجات متواصلة منذ 16 سبتمبر على خلفية وفاة أميني (22 عامًا) بعد ثلاثة أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق لعدم التزامها بالقواعد الصارمة للباس في إيران.
فقد أشعل موتها تظاهرات غير مسبوقة في إيران منذ ثلاث سنوات، تقدمها في معظم الأحيان شبان وشابات وطالبات في رسالة سياسية وتحد للسلطات، وتأكيد على أن الشريحة الشابة في واد والسلطات في واد آخر، بحسب ما أكد العديد من المحللين والمراقبين على مدى الأسابيع الستة الماضية.