في خضم الحملة الرئاسية الأمريكية، التي ركزت على الحروب في أوكرانيا وغزة ولبنان؛ ظل تنظيم "داعش" الإرهابي بعيدًا عن الأنظار؛ لكنه لم يتوقف عن التحريض على مهاجمة الأمريكيين في يوم الانتخابات؛ فهل ستكون هذه المجموعة الإرهابية شوكة في خاصرة إدارة دونالد ترامب القادمة؟
وعلى الرغم من التركيز على قضايا السياسة الخارجية؛ إلا أن "داعش" ظل نشطًا في الخفاء؛ حيث دعا أنصاره وعناصره لشن هجمات على الولايات المتحدة، وقد تمكن مكتب التحقيقات الفيدرالي من إحباط مؤامرة خطيرة في أوكلاهوما سيتي قبل أسابيع من التصويت؛ مما أثار تساؤلات حول مدى خطورة التهديد الذي يمثله هذا التنظيم.
ومنذ سقوط "داعش"، استمر التنظيم في إعادة تنظيم صفوفه وإعادة هيكلة خلاياه في أوروبا، كما عزز معاقله في أفغانستان والصومال؛ فهو يسعى جاهدًا ليكون قوة مؤثرة في المشهد السياسي العالمي، خاصة مع اقتراب موسم العطلات؛ حيث شهدت السنوات الماضية نشاطًا ملحوظًا للتنظيم.
وتعد عمليات الدهس بالمركبات، إحدى الاستراتيجيات المميزة لـ"داعش"؛ حيث شهدت لندن وبرلين هجمات مماثلة في عامي 2016 و2017 على التوالي. وقد نشرت المجموعة الإرهابية مؤخرًا أدلة تحث على استخدام الطائرات دون طيار والسيارات المسروقة كوسائل للهجوم.
وأطلق "داعش" حملة دعائية مكثفة عبر الإنترنت؛ حيث نشر صورًا غرافيكية تحث الأتباع على تنفيذ هجمات خلال موسم العطلات. وتُظهر إحدى الصور شجرة عيد الميلاد مع بندقية وذخيرة؛ في إشارة واضحة إلى استهداف الأماكن العامة.
وتبدو الصور الدعائية للدولة حول "داعش" غير جدية؛ لكنها تحمل رسائل تهديدية خطيرة. فبعد الهجوم الدموي على مسرح في موسكو، تعهدت المجموعة الإرهابية بتنفيذ هجمات مماثلة في الولايات المتحدة، وقد أصدرت ملصقًا يهدد الكابيتول الأمريكي؛ مما يدل على عزمها على استهداف أهداف بارزة؛ وفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.
ويعتبر فرع خراسان التابع لـ"داعش"، أحدَ الفروع النشطة للغاية، الذي يثير قلق المسؤولين الاستخباراتيين الأمريكيين؛ فقد تم ربط هذا الفرع بمؤامرات في السويد وإيطاليا؛ مما يدل على قدرته على التخطيط لهجمات دولية.
وكان الرئيس المنتخب دونالد ترامب محورًا للمناقشات عبر الإنترنت بين أتباع وعناصر التنظيم. فقد اتهم ترامب الرئيس أوباما وإدارته بتأسيس "داعش"، ثم فشلوا في إيقافه. ومع ذلك، كان البنتاغون -بقيادة ترامب- هو من قاد التحالف الذي قضى على ممتلكات "داعش" في العراق وسوريا.
ويرى الخبراء أن "داعش" ما زال يشكل تهديدًا خطيرًا؛ خاصة مع تولي ترامب منصبه للمرة الثانية. ففرع خراسان مصمم على ضرب الغرب، وقد أظهرت مؤامراته الأخيرة قدرته على التخطيط لهجمات مميتة، ويجب على إدارة ترامب إيلاء الأولوية القصوى لمواجهة التهديدات التي يشكلها فرع خراسان؛ فالمجموعة مصممة على تنفيذ هجمات بارزة في الولايات المتحدة؛ مما يتطلب تعاونًا وثيقًا مع أجهزة الاستخبارات الحليفة لتبادل المعلومات والاستعداد لأي هجوم محتمل.
ومع اقتراب موسم العطلات، تشهد غرف الدردشة الخاصة بـ"داعش" نشاطًا ملحوظًا؛ حيث يتحدث الأعضاء عن عمليات في الغرب. وقد نشر أحد العناصر رابطًا يشرح تقنيات سرقة السيارات عن بُعد؛ مما يدل على استعداد المجموعة لتنفيذ هجمات باستخدام المركبات.
ولا يمثل "داعش" تهديدًا محليًّا فحسب؛ بل إن فروعه المنتشرة في الصومال وأفغانستان وغيرها تشكل تهديدًا عالميًّا؛ فهي قادرة على التخطيط لهجمات دولية؛ مما يتطلب جهودًا استخباراتية مكثفة لمراقبة أنشطتها وإحباط مخططاتها.
وتعتبر الولايات المتحدة هدفًا رئيسيًّا لـ"داعش"، خاصة مع ارتباطه الوثيق بالسياسة الخارجية الأمريكية. فالمجموعة الإرهابية تسعى جاهدة لإثبات وجودها وتأثيرها، وقد أظهرت قدرتها على تنفيذ هجمات مميتة في الماضي.
ويجب على أجهزة الاستخبارات الأمريكية أن تكون في حالة تأهب قصوى لمواجهة تهديدات الدولة الإسلامية؛ فالمجموعة لديها القدرة على التكيف وإعادة تنظيم صفوفها؛ مما يتطلب استراتيجيات أمنية محكمة لمواجهة أي هجوم محتمل.