
أعلنت وزارة الخارجية السورية، اليوم الثلاثاء، التوصل إلى اتفاق بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة الأردنية الهاشمية، يتضمن خارطة طريق لمعالجة الأزمة في محافظة السويداء جنوب البلاد.
وأكدت الوزارة أن الاتفاق يشمل مرحلة انتقالية وصولًا إلى الاندماج الكامل في الدولة، مع اعتماد خطوات عاجلة لتنفيذ التفاهم، أبرزها سحب كافة المقاتلين المدنيين من حدود المحافظة، ونشر عناصر منضبطة مكانهم، وتشكيل قوة شرطة محلية بقيادة شخصية من أبناء المحافظة.
كما أوضحت أن الخطة تتضمن تشكيل مجلس محافظة يضم مختلف المكونات، وطرح مشروع وطني يركّز على الوحدة، والتعددية، والمساواة بين السوريين.
وأشارت الخارجية إلى أن السويداء جزء لا يتجزأ من سوريا، وأن مستقبلها لا يمكن أن يكون إلا في إطار الدولة، مؤكدة أن مواطنيها متساوون في الحقوق والواجبات.
وشددت على أن الولايات المتحدة، بالتشاور مع الحكومة السورية، ستسعى إلى تفاهمات أمنية مع إسرائيل بشأن الجنوب السوري، تراعي الشواغل الأمنية للطرفين، مع الحفاظ على سيادة سوريا وسلامة أراضيها.
من جانبه، أعلن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، والمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم براك، أن الاتفاق يمثل خريطة طريق واضحة تهدف لإعادة الاستقرار إلى الجنوب.
وأكد الشيباني أن السلطات السورية تعمل على محاسبة مرتكبي الجرائم والانتهاكات، وإعادة الخدمات إلى السويداء، وإطلاق مسار لتحقيق المصالحة الوطنية.
وأشار المبعوث الأمريكي إلى أن دمشق تتخذ خطوات تاريخية، مؤكدًا التزام واشنطن بدعم هذا التوجه، بينما ثمن الصفدي الدور الأردني في الوصول إلى الاتفاق، مشيرًا إلى أن إسرائيل هي الجهة الوحيدة التي تريد تقسيم سوريا.
يُذكر أن السويداء شهدت اشتباكات عنيفة في يوليو الماضي بين مقاتلين دروز وعشائر بدوية، أدت إلى نزوح نحو 200 ألف شخص ومقتل المئات، قبل أن يدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 19 يوليو، مع بدء عودة جزئية للنازحين.