بعد فشل المباحثات بين الأمم المتحدة ومليشيا الحوثي المتمردة، بشأن صيانة الخزان وتفريغه، كشفت مصادر فنية في شركة صافر النفطية، عن تسرب النفط بشكل جزئي من الخزان العائم "صافر" في البحر الأحمر.
وذكرت المصادر بحسب صحيفة البيان الإماراتية، أن تسربًا نفطيًّا حدث في الخزان العائم في ميناء رأس عيسى على البحر الأحمر، وأن كمية كبيرة من المياه تسربت لإحدى غرف الخزان 34، والتي يوجد بها أكثر من مليون برميل من النفط الخام.
وأشارت المصادر، إلى أن بقعة نفطية كبيرة تشكلت في المنطقة المجاورة للخزان، وأن لقاءً افتراضيًّا عقد بين ممثلي المليشيا ومكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، فشل في التوصل إلى اتفاق بشأن بدء صيانة الخزان.
ووفق المصادر، فإن المليشيا وبعد أن فرضت شركة يمتلكها أحد قادتها صيانة الخزانات، عادت وفرضت شروطها على الأمم المتحدة ومنها اقتصار الاتفاق على إجراء الصيانة فقط وعدم امتداده لتفريغ الخزان على الرغم من تبين استحالة صيانته، بعد رفضها مقترحًا أمميًّا بسحب الخزان لميناء الحديدة وتفريغه هناك بعد تعذر صيانته في مكانه.
وتستخدم المليشيا الخزان النفطي كدرع حماية عسكرية، بعد قيامها بتلغيم محيطه بالكامل وميناء رأس عيسى؛ خشية هجوم القوات المشتركة على الميناء الواقع شمال مينائي الصليف والحديدة.
وأفشلت مليشيا الحوثي الاجتماع مع فريق مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، وفريق مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، والذي كان مقررًا لتوقيع وثيقة نطاق العمل للصيانة العاجلة والتقييم الشامل للسفينة، التي باتت تشكل تهديدًا للأمن البيئي للمنطقة.
وكان المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله بن يحيى المعلمي، قد حذّر مجلس الأمن الدولي، من أن "بقعة نفطية" شوهدت على مسافة 50 كيلومترًا إلى الغرب من الناقلة المتهالكة (صافر) المتوقفة قبالة مرفأ رأس عيسى النفطي المطل على البحر الأحمر منذ أكثر من 5 سنوات.
وأوضح في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي في 24 سبتمبر الماضي أن خبراء لاحظوا أن أنبوبًا متصلًا بالناقلة ربما انفصل عن الدعامات التي تثبته في القاع ويطفو الآن فوق سطح البحر؛ مشيرًا إلى أن الناقلة "صافر" وصلت إلى حالة حرجة، وأن الوضع يشكل تهديدًا خطيرًا لكل الدول المطلة على البحر الأحمر خاصة اليمن والمملكة.
وقال: "ومع ذلك، تجاهلت مليشيات الحوثي جميع المناشدات والتحذيرات الدولية بشأن الوضع الكارثي المحتمل، وتواصل عرقلة جهود الأمم المتحدة لمعالجة هذه الأزمة وإصدار التصاريح اللازمة لدخول الناقلة".
وأكد "المعلمي" أن هذا الوضع الخطير يجب ألا يترك دون معالجة، ويتحمل مجلس الأمن المسؤولية الأساسية عن تأمين سلامة وأمن المنطقة؛ مطالبًا مجلس الأمن بتحمل مسؤوليته واتخاذ الإجراءات الفورية لإلزام مليشيات الحوثي للسماح للأمم المتحدة بالقيام بدورها وإتاحة الوصول إلى الناقلة لاتخاذ الإجراءات اللازمة؛ داعيًا لتعميم هذه الرسالة كوثيقة رسمية من وثائق مجلس الأمن.
وكانت الأمم المتحدة، قد حذّرت من أن "صافر" يمكن أن تُسرّب ما يصل إلى 4 أمثال النفط الذي تسرب من الناقلة "إكسون فالديز" عام 1989 قبالة ألاسكا.