يصعب على الكثيرين تصديق أن رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة ليز تراس، طالبت في السنوات المبكرة من حياتها بإلغاء الملكية في بريطانيا، ولكن ذلك ما أكدته "تراس" بنفسها قائلة: "انضممت إلى حزب المحافظين في عام 1996، بعد عامين فقط من إلقاء خطاب في مؤتمر لحزب الديمقراطيين الليبراليين دعوت فيه إلى إنهاء الملكية".
ويحار المتابعون لفوز ليز تراس اليوم (الاثنين)، بقيادة حزب المحافظين، ومن ثمّ رئاسة الحكومة البريطانية، في إيجاد تفسير لقناعة "تراس" بصواب تقويض الملكية في بريطانيا، ثم صعودها من بين كل قيادات حزب المحافظين لرئاسة الحكومة، التي تنفرد الملكة إليزابيث الثانية، وكل من يُنصَّب ملِكاً، بصلاحية تعيين رئيس الحكومة.
وقد قدّم عضو حزب الديمقراطيين الليبراليين نيل فوسيت، الذي قاد حملة انتخابية مع "تراس" في التسعينيات، تفسيراً لتقلبات "تراس"، فنقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية عنه قوله: "أعتقد بصدق أنها كانت تلعب حسب الجمهور في ذلك الوقت، سواء كانت تتحدث عن إلغاء تجريم المخدرات أو إلغاء النظام الملكي، وأعتقد أيضاً أنها شخص يلعب حسب أي جمهور تتحدث إليه، ولا أعرف حقًا ما إذا كانت تصدق أي شيء تقوله، في ذلك الوقت أو الآن".
ويشير رأي "فوسيت" إلى أن "تراس" تتخذ مواقفها دائماً بناءً على دوافع برجماتية، تُغلّب فيها المكاسب الشخصية على المبادئ والآراء، وتقبل في سبيل تحقيقها بالتوافق مع التوجهات السياسية للجمهور الذي تخاطبه، كما أن برجماتيتها سمحت لها بالانتقال من حزب الديمقراطيين الليبراليين إلى حزب المحافظين المخالف له في المبادئ السياسية التي يتبناها، وفي ضوء تقلباتها وتحولاتها السياسية الحادة فقد يصدق على "تراس" أن توصف بـ"حِرباء سياسية"، كما يطلَق عليها.