حذّر المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، من ازدياد أزمة الطاقة العالمية سوءًا؛ بسبب تفاقم الطلب العالمي ونقص المعروض، وهو ما أسهم في ارتفاع أسعار الوقود والكهرباء.
وقال "بيرول" في منتدى عالمي للطاقة، اليوم الثلاثاء، إن "العالم لم يشهد قط مثل هذه الأزمة الكبيرة في الطاقة من حيث عمقها وتعقيدها".
وتابع: "ربما لم نشهد الأسوأ حتى الآن، هذا يؤثر على العالم بأسره".
وأضاف "بيرول": إن منظومة الطاقة العالمية واجهت حالة من الاضطراب بعد الأزمة الروسية الأوكرانية، التي اندلعت في فبراير الماضي، خصوصًا أن موسكو كانت أكبر مصدر للنفط والغاز الطبيعي.
وأدّت الأسعار المرتفعة إلى زيادة تكلفة ملء خزانات الغاز الطبيعي، كما رفعت الأعباء على الأسر من أجل تدفئة المنازل، وأيضًا تكاليف الإنتاج في المصانع بجميع أنحاء العالم، وهو ما زاد الضغوط التضخمية وأدى إلى احتجاجات دامية في بعض البلدان أبرزها سريلانكا.
ورغم تراجع أسعار خام برنت اليوم بأكثر من 4.5 بالمائة، وسط مخاوف من الركود الاقتصادي العالمي، مع تشديد السياسات النقدية حول العالم، وقيود الصين لاحتواء كورونا، إلا أن سعر الخام القياسي لا يزال مرتفعًا بأكثر من 36 بالمائة منذ بداية العام.
وقال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول: إن أزمة الطاقة الحالية قد تشجع العالم على اعتماد سياسات حكومية أسرع للانتقال إلى طاقة أنظف، على غرار أزمة النفط في السبعينيات، والتي أدت إلى مكاسب هائلة فيما يتعلق بكفاءة استخدام الوقود وانتعاش الطاقة النووية.
كما رأى أن أمن إمدادات النفط والغاز سيظل يشكل تحديًا لأوروبا، ومناطق أخرى حول العالم.
واختتم حديثه قائلًا: "هذا الشتاء في أوروبا سيكون شديد الصعوبة للغاية.. وهذا مصدر قلق كبير، وقد يكون لذلك تداعيات خطيرة على الاقتصاد العالمي".