توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مساء الأربعاء بعملية "قوية" في رفح "بعد" السماح للسكان المدنيين بمغادرة المدينة الواقعة في الطرف الجنوبي من قطاع غزة المحاصر.
وتفصيلاً، قال "نتانياهو" إن إسرائيل ستواصل هجومها على حركة حماس في رفح. وذكر على حسابه على تطبيق تيليغرام للتراسل "سنقاتل حتى النصر التام ويشمل هذا تحركاً قوياً في رفح أيضاً بعد أن نسمح للسكان المدنيين بمغادرة مناطق القتال".
وجاءت هذه تصريحات فيما تستمر المفاوضات للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحماس الأربعاء في القاهرة وسط مخاوف من عملية برية إسرائيلية في مدينة رفح، وفقاً للعربية نت.
ويتجمع بحسب الأمم المتحدة نحو 1,4 مليون شخص، معظمهم نزحوا بسبب الحرب، في هذه المدينة التي تحولت إلى مخيم ضخم، وهي المدينة الكبيرة الوحيدة في القطاع التي لم يقدم الجيش الإسرائيلي حتى الآن على اجتياحها برياً.
غير أن الجيش الإسرائيلي نفذ عملية ليل الأحد الاثنين أدت وفق ما أعلن إلى تحرير رهينتين إسرائيليتين، لكنها خلفت حوالي مئة قتيل في الجانب الفلسطيني، بحسب سلطات حماس.
وأضاف نتانياهو مساء الأربعاء في مقطع فيديو "لقد حررنا هذا الأسبوع اثنين من رهائننا في عملية عسكرية دقيقة. حتى الآن، حررنا 112 من رهائننا من خلال مزيج من الضغط العسكري القوي والمفاوضات الحازمة".
وتابع رئيس الوزراء الإسرائيلي "هذا هو المفتاح لتحرير رهائننا المتبقين: الضغط العسكري القوي والمفاوضات الحازمة للغاية. وبهذا المعنى، أصر على أن تتخلى حماس عن مطالبها الوهمية. وعندما تتخلى عن مطالبها، سنكون قادرين على المضي قدماً".
ولم يورد نتانياهو تفاصيل عن مطالب حماس، لكن وفق مصادر داخل الحركة الفلسطينية، فإن الأخيرة تدعو إلى "وقف كامل لإطلاق النار"، في حين تقترح إسرائيل توقفاً في القتال مصحوباً بالإفراج عن عدد من الرهائن الـ130 الذين ما زالوا محتجزين في غزة.
وفي السياق، أعلن مكتب نتنياهو، أن إسرائيل لم تتلق أي مقترحات جديدة من حركة "حماس" بشأن اتفاق إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في القطاع، خلال المفاوضات التي جرت في القاهرة، وجاء في بيان مكتب نتنياهو، اليوم الأربعاء: "لم تتلق إسرائيل أي مقترحات جديدة من "حماس" للإفراج عن رهائننا خلال مفاوضات القاهرة".
وفي وقت سابق، أفاد موقع "والا" الإسرائيلي، نقلاً عن مصادر مطلعة، بأن نتنياهو قرر عدم إرسال وفد إسرائيلي إلى القاهرة للمشاركة في مزيد من المشاورات حول المضي قدماً نحو اتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن.
ووفقاً للموقع، في محاولة لإحراز تقدم بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار، عرض المصريون والقطريون إجراء مزيد من المفاوضات، لكن نتنياهو أكد أنه لا جدوى من ذلك حتى توافق "حماس" على تغيير موقفها، وخصوصاً، عدد الأسرى الفلسطينيين الذين تطالب الحركة بإطلاق سراحهم من السجون الإسرائيلية.
من جهته، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأربعاء حماس إلى إبرام هدنة "سريعاً" خصوصاً "لتجنب هجوم" على رفح "سيؤدي إلى وقوع آلاف الضحايا.
وفي هذا الإطار، وعقب اجتماعه مع وزير الخارجية القبرصي كونستانتينوس كومبوس، اتهم وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي الأربعاء رئيس الوزراء الاسرائيلي بأنه لا يكترث إلا لبقائه السياسي في وقت تبدو فيه محاولات إنهاء الصراع في غزة غير حاسمة.
ولقي أكثر من 28 ألف شخص حتفهم وأصيب 68 ألفاً في غزة في الحملة العسكرية التي تنفذها إسرائيل منذ هجوم لمقاتلي حماس على جنوبها في السابع من أكتوبر تشرين الأول، حيث قتلوا 1200 شخص واقتادوا 253 رهينة إلى القطاع الذي تديره الحركة.
وتتصاعد المخاوف حالياً من هجوم بري إسرائيلي على مدينة رفح التي يلوذ بها أكثر من مليون فلسطيني محاصرين فعلياً بعد فرارهم إلى جنوب القطاع تجنباً للضربات الإسرائيلية.
واقترحت قبرص إنشاء ممر بحري أحادي الاتجاه يخصص لتوصيل المساعدات مباشرة إلى غزة. ولا يمكن تنفيذ المشروع دون وقف دائم لإطلاق النار.
وقال الوزير القبرصي "نحن متفقون على أن الاحتياجات الإنسانية المتصاعدة تتطلب زيادة التدفق للمساعدات دون عوائق".