سيناريوهات عدة مطروحة حول أسباب كارثة الطائرة الأوكرانية التي تَحطمت الأربعاء بإيران، بعد توالى دعوات الأطراف المعنية للتعاون في تحقيق الكارثة، فيما عدا إيران التي تتخذ موقفًا مغايرًا؛ لكن مخابرات غربية رجحت فرضية وحيدة للكارثة هي الأقرب للحدوث من وجهة نظرها.
وتحطمت الطائرة الأوكرانية، وهي من طراز "بوينغ"، بعد وقت قصير من إقلاعها من مطار الخميني في طهران؛ مما أسفر عن مقتل جميع مَن كانوا على متنها وعددهم 176 شخصًا.
ووقعت الكارثة بعد ساعات من إطلاق إيران صواريخ على قاعدتين عسكريتين تستضيفان قوات أمريكية في العراق؛ فيما قال مسؤولون: إن التكهن بحقيقة ما حدث، سابق لأوانه.
وبحسب "سكاي نيوز عربية" تقع مسؤولية التحقيق في ملابسات تحطم الطائرة، على عاتق إيران بموجب الأعراف الدولية، وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية: إنه تم العثور على الصندوقين الأسودين؛ لكن ذلك الإعلان تَبِعه قرار إيراني بعدم تسليم الصندوقين الأسودين الخاصين بالطائرة الأوكرانية، إلى السلطات الأمريكية أو الشركة المصّنعة بوينغ.
من جهته، أكد مدير هيئة الطيران المدني الإيراني، أن تحليل محتوى الصندوقين الأسودين سيجري في إيران؛ "لأن الحادثة وقعت على أراضيها". واستبعد المسؤول الإيراني، مشاركة محققين أمريكيين في عملية التحقيق لمعرفة ملابسات ما حدث.
وأمام الرفض الإيراني لأي دور أمريكي في هذا الملف، خرجت دعوة من الولايات المتحدة إلى تعاون كامل بشأن تحقيق تحطم الطائرة.
بدوره، أكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، مواصلة بلاده متابعة الحادث عن قرب؛ مبديًا استعدادها لتقديم كل المساعدة الضرورية لأوكرانيا، أما الموقف الأوكراني، فقد تغير مقارنة بالساعات الأولى لوقوع الحادث؛ فبعد أن ذكرت البيانات الأولية للسلطات الأوكرانية أن عطلًا طرأ على أحد محركات الطائرة؛ حذفت السفارة الأوكرانية في إيران هذه المعلومة في بيانها.
وهو ما زاد الشكوك التي دارت منذ تحطم الطائرة؛ لتزامنها مع إطلاق إيران صورايخ على مواقع أمريكية في العراق.
ولكن نتائج تحقيقات أولية لمصادر أمنية كندية، تشير إلى أن التقييم الأوليّ للمخابرات الغربية، يستبعد سقوط الطائرة الأوكرانية جراء إصابتها بصاروخ.
وترجّح الوكالات الغربية، سقوط الطائرة بسبب عطل تقني، مع وجود دليل على ارتفاع درجة حرارة أحد مولدات الطائرة.
وكان الرئيس الأوكراني، قد أعلن إرسال فريق خبراء إلى إيران؛ للتحقيق في ظروف حادث تحطم الطائرة؛ مشددًا على أن الأولوية هي إثبات الحقيقة، وتحديد المسؤولين عن هذه الكارثة المروعة؛ فيما تكررت دعوة على لسان رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بـ"ضمان تحقيق عادل"، بعدما فقدت بلاده عشرات الضحايا في الحادث؛ وذلك بإعلانه أن الحكومة ستخاطب شركاء دوليين لضمان التحقيق بتعمق في تحطم الطائرة الأوكرانية.