
في خطوة قد تمهد لتخفيف معاناة غزة، أرسلت حركة حماس مقترحًا جديدًا لوقف إطلاق النار إلى إسرائيل اليوم (الخميس)، وسط تصاعد أزمة الجوع التي تهدد حياة الآلاف في القطاع المحاصر، وتتفاقم المجاعة في غزة نتيجة الحصار الإسرائيلي، مما يدفع الأطراف الدولية لتكثيف الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى هدنة، فهل ينجح الاتفاق في إنقاذ السكان من كارثة إنسانية غير مسبوقة؟
وأعلنت حماس تقديم رؤيتها لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي وصفه مسؤول إسرائيلي بأنه “قابل للتطبيق”، ويتضمن المقترح هدنة مؤقتة لمدة 60 يومًا، تشمل إطلاق سراح 10 رهائن أحياء وجثث 18 آخرين من قبل حماس، مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين، كما ينص الاتفاق على إجراء مفاوضات خلال الفترة للتوصل إلى هدنة دائمة، مع زيادة كبيرة في تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة.
ويُجري الوسيطان الأمريكي ستيف ويتكوف، والقطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مناقشات مكثفة في سردينيا مع المستشار الإسرائيلي رون ديرمر لدفع المفاوضات قدماً، ويعكس هذا الزخم الدبلوماسي أملاً متجدداً في تهدئة الصراع بعد توترات إقليمية، لا سيما بعد انتهاء النزاع بين إيران وإسرائيل الشهر الماضي، وفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.
ويعاني سكان غزة من مجاعة متفاقمة، حيث أودى الجوع بحياة 113 شخصًا، بينهم 42 خلال الأيام الثلاثة الماضية، وتظهر صور صادمة أطفالاً هزيلين وأجساداً تكاد تخلو من الحياة، بينما تكتظ أجنحة المستشفيات بالمصابين بسوء التغذية، وقد قلص الحصار الإسرائيلي تدفق المساعدات إلى أدنى مستوياته، مما أدى إلى انهيار النظام الإنساني في القطاع.
وتتهم إسرائيل حماس بسرقة المساعدات، وهو ادعاء تنفيه المنظمات الإنسانية لقلة الأدلة، وفي المقابل، تُشرف مؤسسة غزة الإنسانية الأمريكية على توزيع المساعدات عبر أربع نقاط فقط، وهو نظام وُصف بـ”فخ الموت”، حيث قُتل أكثر من 1000 شخص أثناء محاولتهم الوصول إلى الإمدادات منذ بدء عمل المؤسسة.
ودعت دول مثل كندا إلى استئناف توزيع المساعدات بقيادة الأمم المتحدة، وأدانت الهجمات الإسرائيلية على عمال الإغاثة والمدنيين، وأوقفت إسرائيل عمليات الأمم المتحدة الإنسانية منذ مارس، مما دفع حماس إلى المطالبة بإعادة النظام الأممي كشرط أساسي للهدنة، وحتى داخل إسرائيل، تصاعدت الاحتجاجات في تل أبيب، حيث طالب المتظاهرون برفع الحصار بعد نشر صور مروعة لأطفال فلسطينيين قضوا جوعاً.
وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن الأزمة “من صنع الإنسان”، مشيرة إلى الحاجة الملحة لتدخل فوري، فيما تستمر الغارات الإسرائيلية، التي أسفرت عن مقتل 17 شخصًا اليوم، مما يزيد من تعقيد المفاوضات.
وأدت العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 59,000 فلسطيني، ووسط هذا الدمار، يبقى السؤال: هل يمكن لمقترح الهدنة أن يوقف دوامة العنف ويفتح الباب لإنقاذ غزة من المجاعة؟