قالت صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية إن قرارات الرئيس رجب أردوغان المفاجئة هذا الأسبوع تعكس وجود فجوة بين "أردوغان" والدائرة المحيطة به.
الصحيفة أفادت، في مقال تحليلي، أن "أردوغان" عايش في صباح يوم السبت الماضي ما عايشه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، غير أن الرئيس التركي عبّر عن نوبة غضبه من خلال مرسوم على عكس نوبات الغضب التي عبر عنها "ترامب" من خلال تغريدات عبر "تويتر".
تناول تحليل الصحفية قرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عزل رئيس البنك المركزي الذي اتخذه مطلع الأسبوع، وأحدث حالة من الصدمة بالاقتصاد التركي.
ووفق "زمان" التركية، ذكرت "فايننشيال تايمز" في مقالها بعنوان "نوبة غضب أردوغان دليل ضعف"، أن أول قرار اتخذه "أردوغان" كان إقالة رئيس البنك المركزي التركي ناجي أغبال من منصبه، وهو ما وصفته بـ"الانتحار الاقتصادي"، مفيدةً أن ثاني قرار اتخذه "أردوغان" كان الانسحاب من اتفاقية تمنع العنف ضد المرأة، وكانت تركيا أول الموقعين عليها قبل 10 سنوات.
استعراض قوة ولكن
وأوضحت الصحيفة أن "أردوغان" فقد القدرة على البقاء على سياسة متناغمة مع أفراد القصر الرئاسي المحيطين به بعد إبعاده نوابه المستقلين، وفي المقابل يطلب دعم الناخبين الإسلاميين والقوميين المتطرفين بعد فقدانه العديد من المدن التركية الكبرى عقب الانتخابات المحلية التي شهدتها تركيا عام 2019 ومن بينها أنقرة وإسطنبول.
واختتمت الصحيفة مقالها بوصف قرارات "أردوغان" الأخيرة بمثابة استعراض للقوة، غير أنها تعكس أيضاً هشاشة سياسية، مفيدة أن حزب العدالة والتنمية الأجوف من الداخل بات أشبه بحزب معارض أكثر من حزب حاكم يدير البلاد منذ 30 عاماً. في إشارة إلى افتقاده الإمكانيات لإحداث تغيير.
وحول تفاصيل إقالة رئيس البنك المركزي، أفاد رئيس المكتب المالي بالرئاسة التركية جوكسال أشان، أن قرار عزل رئيس البنك المركزي التركي ناجي أغبال، هذا الأسبوع كان خطوة اتخذها الرئيس رجب طيب أردوغان بمفرده.
وأوضح "أشان" أن "أردوغان" وحده من يعلم سبب إقالة "أغبال" من رئاسة المركزي التركي، وتعيين "كافجي أوغلو" خلفاً له.
وقال إنه يوضح ذلك: "كي لا ينصاع المواطنون للمنشورات الكاذبة والخاطئة على مواقع التواصل الاجتماعي. أردوغان سيكشف عن سبب هذه الخطوة إذا شعر بحاجة إلى هذا".