احتشد الآلاف، منذ ساعات الصباح الأولى اليوم الجمعة، في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء، رافعين شعارات تطالب بتحقيق انتقال سياسي، حيث انضمت النساء للمشاركة في التظاهرة الحاشدة تحت شعار "السويداء بدها حرية".
وردد المتظاهرون شعارات مناوئة للحكومة السورية، حيث تعالت الأصوات بهتافات: "يلا ارحل يا بشار"، "سوريا بلا حزب البعث غير"، "سوريا حرة حرة".
جاء ذلك بعد ما يقرب من أسبوعين من التظاهرات احتجاجاً على سوء الأحوال المعيشية، لكنها تحولت مجدداً إلى دعوات للتغيير السياسي.
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى استمرار التظاهرات السلمية في السويداء وأريافها لليوم الثالث عشر على التوالي، حيث وصلت في ساعات الصباح الأولي حشود شعبية من أهالي قرى وبلدات الريف الشمالي الشرقي إلى ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء.
وكانت المشاركة في مظاهرات اليوم كبيرة رغم الانقسامات الواضحة داخل القيادة الدرزية بشأنها.
وانتقد بعض شيوخ الدروز دعوات المتظاهرين لتنحي "الأسد"، وقالوا إن أي تحسن في الوضع الاجتماعي والاقتصادي يجب أن يحدث من خلال الحوار.
يُذكر أن سوريا تواجه أزمة اقتصادية حادة أدت إلى انخفاض قيمة العملة إلى مستوى قياسي بلغ 15500 ليرة مقابل الدولار الشهر الماضي في تراجع متسارع بعد أن كانت 47 ليرة مقابل الدولار في بداية الصراع قبل 12 عاماً.
واندلعت تظاهرات في السويداء في أغسطس بسبب رفع الدعم عن الوقود، وظلت السويداء، موطن معظم أفراد الطائفة الدرزية في سوريا، تحت سيطرة الحكومة طوال فترة الحرب، وأفلتت إلى حد كبير من العنف الذي عمّ أماكن أخرى.
وظل الانتقاد العلني للحكومة نادراً في المناطق التي تسيطر عليها، لكن مع تدهور الأوضاع الاقتصادية، أصبح السخط علنياً.