كيف أصبح اختطاف اليمنيين أحد مصادر ارتزاق ميليشيا الحوثي الإرهابية؟!

تفاصيل يكشفها يمنيون.. ورابطة الأمهات تكشف الجرائم
كيف أصبح اختطاف اليمنيين أحد مصادر ارتزاق ميليشيا الحوثي الإرهابية؟!
تم النشر في

اختطاف اليمنيين، والزج بهم خلف قضبان السجون، وإخفاء الآلاف منهم قسرياً.. هواية مفضلة لمليشيا إيران منذ انقلابها 2014م، حيث امتلأت السجون التي سيطرت عليها واكتظت بعشرات الآلاف من المختطفين، واستحدثت المليشيا الحوثية سجوناً جديدة، نسبة كبيرة منها تعتبر سجوناً سرية، كانت منازل قيادات حكومية أو مؤسسات حكومية وتعليمية، فحولتها أدوات طهران إلى معتقلات.

ولأن عداد المختطفين لم يتوقف، فإن كل الجهات لم تتمكن من إيجاد إحصائية دقيقة للمختطفين، إضافة إلى ذلك فإن هناك أعداداً كبيرة ممن تم اختطافهم لم يتم الإبلاغ أو الإفصاح عما تعرضوا له خوفاً من المزيد من البطش والتنكيل الذي تمارسه المليشيا.

غير أن ما أصبح متفقاً عليه، أن قيادات مليشيا الحوثي تتخذ من جرائم الاختطافات وسيلة نهب وابتزاز لذويهم، وبات المختطفون أحد المصادر التي تدر على تلك القيادات أرباحاً هائلة.

وما زالت ميليشيا الحوثي حتى اللحظة تختطف آلافاً مؤلفة من اليمنيين، بينهم قيادات سياسية، وصحفيون، وإعلاميون، وناشطون حقوقيون، ومعلمون، ومن مختلف فئات المجتمع، ووصل الحال إلى اختطاف عشرات النساء وإخفائهن، ما يعني أن عشرات الآلاف من أبناء الشعب اليمني اختطفتهم الميليشيا الحوثية منذ نهاية العام 2014، فضلاً عما تعرض له أبناء صعدة طوال 10 سنوات سبقت من اختطافات وتنكيل.

ولأن المختطفين يتعرّضون لصنوف التعذيب الجسدي والنفسي، فإن أهاليهم يبذلون الأموال وكل ما يمتلكون في سبيل إنقاذهم من التوحش الحوثي، الذي أزهق حياة ما يزيد عن 180 مختطفاً حتى الآن.

المختطفون مصدر ارتزاق للقيادات الحوثية

وما لا يدركه كثيرون أن مليشيا الحوثي الانقلابية حولت الاختطافات إلى وسيلة للإثراء المالي، حيث تشترط الحصول على مبالغ مالية كبيرة مقابل الإفراج عن المعتقلين الذين اختطفتهم من منازلهم ومن الطرقات ومقار أعمالهم.

وكشف مختطفون تم الإفراج عنهم، لوسائل إعلامية يمنية عن تعرض أهاليهم للابتزاز مقابل الإفراج عنهم، وبعضهم دفع ملايين الريالات لمشرفي الجماعة الممولة من إيران مقابل إطلاق مختطف واحد، في حين اضطرت بعض الأسر إلى بيع مقتنياتها لتوفير المبالغ التي اشترطها المشرف الحوثي لإطلاق رب الأسرة أو أحد أبنائها.

وفي مدينة ذمار جنوب العاصمة صنعاء، قالت مصادر خاصة إن مليشيا الحوثي تختطف العشرات من النقاط التي نصبتها على طول الخط المؤدي إلى محافظتي البيضاء ومأرب، غالبيتهم يبحثون عن فرص عمل لمواجهة التردي المعيشي.

وكشفت تلك المصادر عن أن ما يقرب من نصف هؤلاء المختطفين هم من المراهقين وخريجي الثانويات الذي ضاقت بهم سبل العيش، فاختطفتهم ميليشيا الحوثي، وزجّت بهم في سجن مخصص للمختلين عقلياً، ليبدأ مشوار مساومة أهاليهم بدفع مبالغ مالية كبيرة مقابل إطلاقهم.

ويتعرض أهالي المختطفين للابتزاز المالي من قبل قيادات حوثية، منذ أول لحظات الاعتقال، ويقضون أشهراً، وبعضهم سنوات في التنقل بين السجون ومشرفيها، ليدفعوا لهم الأموال مقابل الإفراج.

تجارة حوثية قذرة

يتحدّث اليمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين عن شخصيات كانت تعيش الفقر والعوز كيف تحوّلت إلى شخصيات متخمة بالأموال، بعد أن أصبحت قيادات حوثية تشرف على سجون المليشيا وتمارس عمليات الابتزاز والمساومة لأهالي المختطفين للحصول على أموال كبيرة، تصل إلى الملايين مقابل إطلاق المختطف الواحد.

وفي منتصف العام الحالي، وثّقت رابطة أمهات المختطفين ما مجموعه 563 حالة تعرضت للابتزاز المالي من قبل مليشيا الحوثي مقابل الإفراج عن المعتقلين بشكل تعسفي.

وحين تتعثر عملية الفدية للمختطف بسبب ظروف الأسرة، تلجأ المليشيا الحوثي إلى إخفاء عدد من المختطفين وإيداعهم في سجون انفرادية سرية، أو نقلهم إلى جهات غير معروفة، إمعاناً في المزيد من الابتزاز، والضغط على أسرة المختطف التي تلجأ إلى بيع مقتنياتها، لمواجهة الجشع الحوثي، الذي يقتات من آلام اليمنيين وأوجاعهم.

ثراء المجرمين

وتقول رابطة أمهات المختطفين إن الابتزاز المالي الذي تمارسه مليشيا الحوثي الإيرانية هو صوت المعاناة الأكثر إيلاماً لعائلات المختطفين والمخفيين قسراً، فقد تسبب هذا الابتزاز في تدهور الأوضاع المعيشية لأسر المختطفين.

وفي حالات أخرى، اضطرّت أسر إلى بيع ممتلكاتها من بيوت ومزارع ومجوهرات لدفع مبالغ مالية تطلبها منها وساطات من ذات الجماعة، أو مسؤولي السجون وأماكن الاحتجاز، وأحياناً يكون مقابل تلك الأموال هو الكشف عن مكان احتجاز المخفيين قسراً، أو السماح بزيارتهم، أو تخفيف التعذيب عنهم، أو إدخال الملابس والطعام والماء النظيف والدواء.

وتتقاسم مليشيا الحوثي الأدوار، ففي حين تمارس هذه المليشيا الاختطافات على نطاق واسع وتقوم بإخفاء المختطفين وتعذيبهم، فإنها تكلف شخصيات منها لممارسة دور الوسطاء بين الأهالي ومشرفي السجون الحوثية للحصول على أموال كبيرة مقابل إطلاق المختطفين، وهو ما مثل مصدر كسب وتجارة رابحة لقيادات الحوثي، الذي أصبحت ثرية نتيجة هذا الكسب.

وفي حالات كثيرة، يتم نهب المبالغ التي تُرغم أسر المختطفين على دفعها، دون أن يقابل ذلك إفراج عن المختطف، وتظل الأسرة تتلقى الوعود مراراً دون أية نتيجة، لتتفاجأ في النهاية أن المختطف تم الإفراج عنه في صفقة تبادل أسرى.

ويقول أحد المختطفين المفرج عنهم في محافظة ذمار، إن مليشيا الحوثي ظلّت تبتز عائلته طوال سنتين، حيث اضطرت أسرته إلى دفع ما يقرب من مليوني ريال.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org