اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أمس الثلاثاء القوات الإسرائيلية بإساءة معاملة الفلسطينيين المحتجزين "بما يرقى إلى جريمة حرب".
وفي التفاصيل، قالت "هيومن رايتس ووتش" في تقرير جديد لها: إن القوات الإسرائيلية تنشر صورًا وفيديوهات مهينة للفلسطينيين المحتجزين، بمن فيهم أطفال، مما يشكل معاملة غير إنسانية، واعتداء على كرامتهم الشخصية.
وفي كثير من الحالات جُرد المحتجزون من ملابسهم، أحيانًا بالكامل، ثم التُقطت لهم صور أو فيديوهات، ونشرها جنود إسرائيليون، أو وسائل إعلام، أو نشطاء، بحسب المنظمة الحقوقية.
وطبقًا للمنظمة، فإن التعرية القسرية التي يتبعها التقاط صور ذات طابع جنسي، ونشرها في وسائل التواصل الاجتماعي، هي من أشكال العنف الجنسي، وجريمة حرب أيضًا.
وقالت بلقيس جراح، مديرة الشرق الأوسط في "هيومن رايتس ووتش" بالإنابة، إن السلطات الإسرائيلية "تجاهلت لأشهر نشر عناصر من جيشها صورًا وفيديوهات مهينة، يظهر فيها فلسطينيون محتجزون لديها وهم عراة أو شبه عراة".
وتابعت: "يمكن تحميل كبار المسؤولين والقادة العسكريين المسؤولية الجنائية عن الأمر بارتكاب هذه الجرائم، أو عدم منعها أو معاقبتها، من خلال سبل تشمل المحكمة الجنائية الدولية"، وفقًا لـ"العربية نت".
وحللت "هيومن رايتس ووتش" 37 منشورًا، صورت الفلسطينيين المحتجزين، وأغلبهم من الرجال والفتية في غزة والضفة الغربية، وغالبًا كانوا مجردين من ملابسهم باستثناء الداخلية منها، وفي بعض الحالات عراة تمامًا.
وإضافة إلى ذلك، فإنهم يظهرون مقيدي الأيدي ومعصوبي الأعين ومصابين، فيما تضمنت بعض المنشورات تعليقات "مهينة ومذلة"، كتبها جنود أو صحفيون إسرائيليون، وفقًا للمنظمة.
وأزالت منصات، مثل "تيك توك" و"يوتيوب"، بعض هذه المنشورات.
ومنذ أكتوبر أفادت تقارير إعلامية، أوردتها المنظمة الحقوقية في تقريرها، بأن القوات الإسرائيلية احتجزت آلاف الفلسطينيين من غزة في قاعدة "سدي تيمان" العسكرية جنوبي إسرائيل، حيث تعرضوا -بحسب تقارير- لسوء المعاملة والتعذيب، وتُوفي 36 على الأقل أثناء الاحتجاز، وفقًا لتقارير إعلامية.
وبحسب "هيومن رايتس ووتش"، لم تدِن الحكومة علنًا معاملة المحتجزين الفلسطينيين الذين ظهروا في الصور. كما لم تعلن السلطات القضائية عن أية ملاحقات قضائية لهذه الجرائم.
وفيما يتعلق بلقطات تعرية رجال فلسطينيين، تم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي سابقًا، قال دانيال هاغاري، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إن تلك الصور التُقطت في جباليا والشجاعية، وإن بعض هؤلاء المعتقلين كانوا مسلحين.
وأضاف في تصريحات في ديسمبر الماضي: "عمدنا إلى تجريد المعتقلين من ملابسهم في شمال قطاع غزة؛ لنتأكد من أنهم غير مفخخين"، على حد تعبيره!