
في ذكرى معركة ملاذ كرد 1071 التي انتصر فيها الجيش العثماني على الإمبراطورية البيزنطية، التي تصادف الـ26 من أغسطس، نشر نائب سابق بالبرلمان التركي عن حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، خريطة لـ"تركيا الكبرى" تعود إلى عهد السلاجقة.
وتزامن نشر متين جلونك، المقرب من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخريطة، مع التوتر الشديد بين تركيا واليونان بسبب النزاع على موارد النفط والغاز في شرق البحر المتوسط. وتظهر ما سماه "تركيا الكبرى" التي تضم مساحات واسعة من شمال اليونان وجزر بحر إيجة الشرقية، ونصف بلغاريا، وقبرص، وأرمينيا في مجملها، ومناطق واسعة من جورجيا والعراق وسوريا.
وأثار نشر الخريطة جدلًا واسعًا، بحسب صحيفة الشرق الأوسط، في الوقت الذي تتدخل فيه تركيا في العديد من المناطق التي شملتها؛ منها شمال سوريا وشمال العراق، إضافة إلى ليبيا، بجانب الصراع مع اليونان وقبرص؛ إذ أرفقها جلونك بسلسلة تغريدات أشار فيها إلى أن تركيا استعادت روح "ملاذ كرد" بعد محاولة الانقلاب الفاشلة ضد الرئيس رجب طيب أردوغان في 15 يوليو 2016، وفتحت أبوابها على سوريا والعراق وأفريقيا، البحر المتوسط، مشبهًا ذلك بما حدث في فترة السلاجقة.
وقال جلونك: "بعد وفاة مؤسس الجمهورية التركية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، أصبح الشعب التركي خاملاً ونائماً بسبب تأثير الغرب، إلى أن أيقظه أردوغان، وأعاد إليه روح (ملاذ كرد) مجدداً، ولذلك يضغط الغرب حالياً من أجل إخراجنا من هذه المناطق، لكنهم يجهلون أننا استعدنا روح الاستقلال، وننطلق مسلحين بالعلم والتكنولوجيا والقوة.
وشهدت تركيا في الفترة الأخيرة تصاعداً في الحديث حول ما يسمى «الوطن الأزرق»، وهو مشروع تحدث عنه الجيش التركي ووزير الدفاع خلوصي أكار، مراراً، يقوم على فرض تركيا سيطرتها في البحار المحيطة بها (البحر المتوسط وبحر إيجة والبحر الأسود).
وفي السنوات الأخيرة واجهت تركيا انتقادات واسعة من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول المنطقة، بعدما بدا أنها تعمد إلى التدخل في مناطق النزاع في الشرق الأوسط، وتحاول فرض نفوذها في شرق المتوسط من البوابة الليبية.
ويثير الوجود العسكري التركي في شمال العراق والعمليات المتكررة، بدعوى مكافحة نشاط حزب العمال الكردستاني، غضباً من جانب حكومة بغداد، كما فرضت تركيا وجودها في شمال سوريا بدعوى تأمين حدودها من خطر أكراد سوريا؛ ما أدخلها في خلافات مع الولايات المتحدة.
ويعتقد كثير من المحللين والمراقبين أن تركيا بنهجها الجديد الذي اتضحت معالمه بصورة واضحة منذ عام 2011، مع وقوع اضطرابات في العديد من دول المنطقة، تحاول استعادة مناطق النفوذ القديمة للدولة العثمانية، وأن ذلك النهج أخذ مظهراً عنيفاً بالاعتماد على التدخل العسكري بدلاً عن سياسة «صفر المشاكل» مع دول الجوار التي أطلقها حزب العدالة والتنمية عند مجيئه إلى السلطة، وقبل تحولات ما بعد 2011.