دوماً ما تمارس كتائب جماعة الإخوان الإرهابية بث سمومها تجاه مصر، خاصة بعدما لفظها المصريون وثاروا على حكمهم للبلاد، ومحاولات الهيمنة المستمرة على مؤسساتها.
لا يفوّت تنظيم الإخوان الإرهابي فرصة لإظهار العداء والكراهية تجاه الدولة المصرية والمصريين كافة، خاصة أثناء الأزمات الأخيرة التي مرت بها البلاد، وكان أبرزها جنوح السفينة "إيفر غفين" في قناة السويس.
وكان العداء واضحاً أيضاً في حادث تصادم قطارَي سوهاج، وانهيار مبنى في حي جسر السويس- شرقي القاهرة، في الأيام الأخيرة، بالتزامن مع إعلان تركيا، التي تأوي معظم قادة الجماعة الهاربين، رغبتها في التقارب مع مصر.
وتحرّك التنظيم، وفق مصادر وخبراء نقلت عنهم "سكاي نيوز عربية"، في إطار خطة ذات آليات محدّدة، ترمي إلى تأجيج الرأي العام المصري وإثارة الشعب من خلال الكتائب الإلكترونية الإخوانية، بالاعتماد على الشائعات والمغالطات حول عمل الحكومة المصرية.
كراهية تعكس إحباطاً
ويقول الباحث المصري المنشق عن التنظيم، طارق البشبيشي، إن الإخوان يعتمدون على نهج واضح في إدارة الأزمات يقوم مهاجمة الدول ومحاولة إضعافها وإنهاكها.
وأضاف البشبيشي، أن الشماتة والكراهية هما السمة الغالبة في تعامل عناصر التنظيم تجاه مصر، بل وصل بهم الأمر لتمني ما هو أبشع من ذلك، فهم من صرحوا بأنهم "إما يحكمون مصر أو يحرقونها".
ويوضح البشبيشي، أن شماتة التنظيم وتعاطيه مع الأزمات بهذا القدر من الكراهية يعكس مدى الإحباط الذي يمر به عقب التقارب المصري - التركي الذي يضر بمصالحه في المقام الأول، لأنها ستخسر الملاذ الأهم بالنسبة لعناصره الهاربة وكذلك الداعم الأبرز.
ولفت إلى أن الإخوان استعملوا سلاح اللجان الإلكترونية خلال الأيام الماضية للترويج للشائعات، في محاولة لبث حالة من الإحباط واليأس لدى المصريين، لكن تلك المحاولات فشلت، وباتت مكشوفة ومعروفة ولا يخطئها المصريون.
ولم يستبعد البشبيشي، احتمال أن يكون التنظيم قد خطط ونفذ بعض الحوادث التي شهدتها مصر خلال الأيام الماضية، مشيراً إلى أن لدى التنظيم تاريخاً طويلاً في تنفيذ مثل هذه العمليات.
وأوضح، أن الجماعة نفّذت عمليات حرق واغتيالات عدة خلال الفترة التي أعقبت سقوطهم عن الحكم إثر الثورة الشعبية في يونيو 2013.
وليس من المستبعد أن تكون قد حرّكت بعض الخلايا النائمة في مصر لتنفيذ حادث القطار أو إسقاط العمارة، لكن الأمر لا يزال قيد التحقيقات، وفق الباحث المصري.
نهج قديم
ويقول الكاتب المصري، ثروت الخرباوي، إن التنظيم لديه نهج خاص "بإستراتيجية تفعيل واستغلال الأزمات"، حيث شكلت عقب ثورة 30 يونيو، لجان لتأزيم المرور والخدمات والاقتصاد، بجانب إستراتيجية الإرهاب التي استهدفت مؤسسات الدولة، وخطة نشر الشائعات.
وأضاف الخرباوي، أن هذه الأدوات كلها تستهدف الضغط على الدولة المصرية وقياداتها السياسية لقبول ما يطرحه الإخوان.
ومع مرور الزمن، انخفض سقف الإخوان كثيراً، ففي البداية كانوا يتحدثون عن عودتهم للحكومة، لكن بعد الفشل الذريع الذي مُني به التنظيم باتت الرغبة في فتح قنوات للحوار مع مصر أقصى أمانيهم.
ويوضح أن خطة تفعيل الأزمات تستخدم اللجان الإلكترونية التابعة للإخوان بشكل مباشر لتهويل الأزمات، وتحويل إنجازات النظم السياسية إلى فشل.
ويحذّر القيادي المنشق من التنظيم، من خطورة الخلايا النائمة المنتمية للتنظيم سراً، ومعظمهم موجودون في مؤسسات الدولة المصرية، ويظهرون حباً وانتماءً جماً للوطن لكن داخلهم هو الانتماء التنظيمي للإخوان ويتلقون في الغالب تعليمات سرية مشفرة تأتي من قيادات الخارج وينفذونها بالحرف.
استغلال مآسي الناس
ويوضح الكاتب المصري أن الجماعة اعتادت على استغلال مآسي الناس وأوجاعهم للمتاجرة بها وتحقيق مصالح سياسية، مؤكداً أن هذا النهج ليس جديداً عليها لأنها نفّذت بالفعل عمليات إرهابية استهدفت مؤسسات الدولة المصرية كافة ورجال الجيش والشرطة والقضاء وكذلك السياسيين والإعلاميين.
وقال الخرباوي، إن الأمر بلغ في الإخوان أن فجّروا سيارة مفخّخة أمام معهد لعلاج مرضى السرطان في مصر، وهذا أمر غاية في الإجرام، لكن الإخوان نفّذوا تلك الجرائم خدمة لمصالحهم السياسية، فقط لأنها تشعر بالعداء تجاه مصر والرغبة في الانتقام من المصريين الذين أسقطوهم عن حكم البلاد.
من جانبه، يؤكد طارق البشبيشي، أن التنظيم يشعر بالكراهية الشديدة تجاه المصريين ويتعامل مع الأزمات أو حتى الكوارث الطبيعية التي تمر بها البلاد باعتبارها لحظات انتصار لهم، لأنهم يستغلونها في الترويج لأفكارهم الزائفة عن الدولة.
وقال إنهم لم يحترموا مطلقاً حرمة الدماء في أي حادث ودائماً كانت تستخدم دماء الناس للمتاجرة وكسب المصالح والترويج لأفكارهم ومصالحهم.