غصن الزيتون ونبع السلام.. أسماء وديعة لحروب عنيفة و"أردوغان" يروج للقتل كعمل خيري

مضمون اسمي العمليتين العسكريتين كما لو أنه وضع لعملية إغاثة لا لعمل حربي بالـ"إف 16"
غصن الزيتون ونبع السلام.. أسماء وديعة لحروب عنيفة و"أردوغان" يروج للقتل كعمل خيري
تم النشر في

بدأ الجيش التركي حملة عسكرية ضخمة شمالي سوريا أطلق عليها اسم "نبع السلام"، تلت عملية "غصن الزيتون" التي نفذها ضد الأكراد في عفرين السورية أيضا عام 2018.

أما العملية العسكرية الأضخم التي شنها الجيش التركي خارج حدود البلاد في تاريخه المعاصر فقد جرت شمال قبرص عام 1974، وأطلق عليها "أتيلا"، وهو اسم حمله آخر ملوك قبائل الهون التي ينحدر منها الأتراك، وفق بعض الروايات.
ويلاحظ من هذه التواريخ الثلاثة المهمة أن أسماء العمليات التي يقوم بها الجيش التركي خارج حدوده، شهدت في عهد حزب العدالة والتنمية بزعامة رجب طيب أردوغان تغييرا كبيرا، ففي النموذجين الأخيرين حملت التسميتان مضمونا "وديعا" ومسالما ووديا على النقيض من الاسم الأول أتيلا، رمز العنف والقسوة والجبروت.
وبدا مضمون اسمي العمليتين العسكريتين التركيتين الأخيرتين كما لو أنه وضع لمشاريع خيرية أو عملية إغاثة إنسانية، لا عملا حربيا كبيرا تستخدم فيه الأسلحة الثقيلة وطائرات "الإف – 16".

أول قرية سقطت

وعلى صعيد العملية الأخيرة على الأرض فقد ذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن القوات التركية احتلت أول قرية شرق مدينة تل أبيض الواقعة عند الشريط الحدودي مع تركيا.
وقال المرصد إن "قوات الكوماندوز التركية دخلت قرية بئر عاشق، حيث تتمركز داخل منازل في القرية بمساعدة خلايا نائمة في القرية".
وأوضح أن هناك اشتباكات تدور حاليا بين قوات سوريا الديمقراطية العدوان التركي على محور قرية اليابسة غرب تل أبيض، في محاولة من الأخيرة لاحتلال هذه القرية أيضا.
وتترافق هذه الاشتباكات مع ضربات جوية من قبل طائرات العدوان التركي، بالإضافة لقصف صاروخي مكثف.
ورصد "المرصد السوري" تنفيذ طائرات حربية تركية لغارتين اثنتين على اللواء 93 في منطقة عين عيسى بريف الرقة الشمالي، دون معلومات عن خسائر بشرية حتى اللحظة.
كما وردت معلومات عن مقتل 9 عناصر من الفصائل السورية الموالية لأنقرة خلال قصف واشتباكات مع قوات سوريا الديمقراطية.
وأكد المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية مصطفى بالي أن "القوات التركية تشن ضربات جوية على مواقع للمدنيين شمال شرقي سوريا".
وأسفر القصف التركي المستمر عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين بينهم أطفال.

إدانات دولية

وعلى مدى الساعات الماضية وبالتزامن مع الإعلان عن طلب الدول الأوروبية في مجلس الأمن، عقد اجتماع طارئ مغلق لمجلس الأمن، الخميس، لبحث الهجوم التركي في سوريا؛ فقد توالت الإدانات العربية والدولية للعدوان التركي على شمال شرقي سوريا.
وكان قد أعرب مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية، عن إدانة المملكة للعدوان الذي يشنه الجيش التركي على مناطق شمال شرق سوريا؛ معتبرًا ذلك "تعديًا سافرًا على وحدة واستقلال وسيادة الأراضي السورية".
وتلى ذلك إدانات مماثلة من الإمارات ومصر والأردن والكويت والبحرين والعراق وكردستان العراق، كما ذكرت مصادر دبلوماسية، أمس الأربعاء، أن بلجيكا وفرنسا وألمانيا وبولندا والمملكة المتحدة، تقدمت بطلب لعقد اجتماع طارئ مغلق لمجلس الأمن، الخميس؛ لبحث العملية العسكرية التركية في سوريا.
وطالَبَ رئيس الاتحاد الأوروبي، جان كلود يونكر تركيا، بوقف عمليتها العسكرية ضد المسلحين الأكراد في شمال سوريا، قائلًا لأنقرة إن الاتحاد لن يدفع أموالًا لإقامة ما يسمى بـ"المنطقة الآمنة" في شمال سوريا.
واعتبر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، أن تركيا "تخاطر عمدًا بزعزعة استقرار المنطقة بشكل أكبر وبإعادة داعش"؛ من خلال هجومها على شمال شرق سوريا؛ مشيرًا إلى أن برلين "ستدعو تركيا إلى إنهاء هجومها، والسعي لتحقيق مصالحها الأمنية بشكل سلمي".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org