"ترامب اكتفى بتوبيخ نتنياهو على هجوم قطر".. غياب العقاب الأمريكي يشجع إسرائيل على مواصلة العدوان

التغاضي عن انتهاكات تل أبيب للقانون الدولي نمط متكرر من واشنطن
"ترامب اكتفى بتوبيخ نتنياهو على هجوم قطر".. غياب العقاب الأمريكي يشجع إسرائيل على مواصلة العدوان
تم النشر في

نفذت إسرائيل غارة جوية مفاجئة على قطر أمس، دون إشعار مسبق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي علم بالهجوم من الجيش الأمريكي وليس من رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهذا الهجوم الذي استهدف قيادات حماس، أثار استياء ترامب، لكنه كشفت مجددًا عن نمط متكرر: استغلال نتنياهو لعلاقته مع ترامب لتنفيذ هجمات عدوانية متهورة، غالبًا بأسلحة أمريكية، دون الخوف من العقاب، فلماذا تستمر إسرائيل في تحدي القانون الدولي؟ الجواب يكمن في غياب المساءلة الأمريكية، التي تشجع حكومة نتنياهو المتطرفة على تصعيد انتهاكاتها.

هجمات بلا إشعار

وفي يونيو الماضي، أطلقت إسرائيل حربًا استمرت 12 يومًا ضد إيران بإشعار محدود، مما أثار انتقادات أولية من واشنطن، لكن ترامب، الذي رأى في الحملة فرصة سياسية، انضم لاحقًا إلى الحرب الإسرائيلية على إيران، وهذا النمط تكرر في الغارة الأخيرة على قطر، وهي دولة ذات سيادة وحليف وثيق للولايات المتحدة، تسعى للتوسط في مفاوضات السلام، واستخدام إسرائيل للأسلحة الأمريكية في هذه العمليات، دون تنسيق مسبق، يعكس ثقة نتنياهو بأن إدارة ترامب ستتغاضى عن أفعاله، كما حدث سابقًا في غزة، حيث تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب، وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز".

وعلى الرغم من استياء ترامب العلني من الهجوم على قطر، حيث قال: "كنت غير راضٍ جدًا عن كل جانب منه"، إلا أن تصريحاته لم تترجم إلى إجراءات ملموسة، وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، حاول ترامب النأي بنفسه عن الهجوم، مشيرًا إلى أنه "قرار نتنياهو" وليس قراره، وبينما وبّخ نتنياهو أشاد ضمنيًا بجرأته، مما يعزز الانطباع بأن الولايات المتحدة لن تفرض عقوبات على إسرائيل، وهذا التسامح يرسل رسالة واضحة: يمكن لنتنياهو مواصلة سياساته العدوانية دون عواقب، سواء في قطر أو في غزة، حيث تستمر الانتهاكات ضد المدنيين.

انتهاك صارخ

واستهداف دولة ذات سيادة مثل قطر، التي تلعب دورًا رئيسيًا في جهود الوساطة، ينتهك القانون الدولي بشكل صارخ، وهذه الخطوة لا تعرقل جهود السلام فحسب، بل تزيد من التوترات الإقليمية، وانتهاكات إسرائيل في غزة، التي تشمل قصفًا عشوائيًا واستهدافًا للمدنيين، أثارت إدانات دولية واسعة، لكن غياب رد فعل قوي من واشنطن يعطي نتنياهو ضوءًا أخضر للمضي قدمًا، وهذا التساهل يثير تساؤلات حول مصداقية الولايات المتحدة كوسيط نزيه في المنطقة.

إن غياب المساءلة يشجع حكومة نتنياهو المتطرفة على تصعيد هجماتها، مما يهدد استقرار الشرق الأوسط، والهجوم على قطر ليس مجرد حادثة معزولة، بل جزء من سلسلة انتهاكات تتحدى السيادة الوطنية وتعرقل جهود السلام، ومع استمرار ترامب في التغاضي عن هذه الانتهاكات، يصبح السؤال: إلى متى ستظل الولايات المتحدة متسامحة مع انتهاكات إسرائيل العدوانية، وما هي التداعيات طويلة الأمد على الاستقرار الإقليمي والمصداقية الأمريكية؟

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org