لم تكن التصريحات التي تفوه بها رئيس تركيا رجب طيب أردوغان إلا دليل جديد قاطع على استغلاله ببشاعة لجريمة قتل الصحفي الراحل جمال خاشقجي من أجل المتاجرة بها دولياً واستخدامها لأهدافه الشخصية واستخدامها لتحقيق أجندته، ليؤكد ذلك مجرى التحقيقات في الحادثة التي أوصلت المتهمين لحيّز القضاء في السعودية حيث لم يقتنع أردوغان بذلك وهو دليل على أن القضية ليست من اهتماماته إنما امتطاها لتحقيق الأهداف.
وتفصيلا، لم يكن دور العادل مطابقًا لملامح أردوغان عندما يستعيد الناس مشاهدة المقاطع المسجلة له عند زيارته قبر هرتزل مؤسس الصهيونية التي راح من جرائها آلاف الفلسطينيين، أو عند مشاهدة مؤتمراته عندما يحاضر في قتل الأكراد بتهمة أو بتجبر، كما أن الدور لن يكون مناسبًا لمن هدد بعدم الإفراج عن القس الأمريكي وبمجرد اتصالات سريعة رضخ علانية!
وفي هذا الصدد، يقول الباحث في العلاقات الدولية محمد حامد لـ"سبق": أردوغان أطلق التصريحات متعمدًا لاستعادة شعبيته لدى تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي، وكذلك حتى يتقرب من النظام القطري بشكل أكثر من أجل الحصول على مبلغ 15 مليار دولار كدعم لاقتصاد تركيا الذي فشل اردوغان في انتشاله من الغرق .
وتابع حامد: أردوغان سبق له وأن افترى في موضوع آخر يتعلق بالمملكة، ولكنه حاليًا يمارس الضغوطات بشكل ليس غريب عنه بهدف دعم موقف قطر من المقاطعة الرباعية، ظنًا منه أن الضغوطات التي يمارسها ستفلح لدعم قطر، فيما أشار حامد إلى أن هذه التصرفات ستجعل من أردوغان خاسرًا الكثير أما المملكة العربية السعودية زعيمة العالم الإسلامي.
وأضاف: فشل أردوغان حتى في انتشال دولته من الأزمات الاقتصادية فلجأ لبيع ممتلكات الجيش التركي بعدما سيطر عليها أردوغان عقب حادثة الانقلاب "المزعومة"، ومنها ما باعه كمقرات وقصور الجيش التركي، ومنها ما يستثمره مع نظام قطر نظرًا لتدهور تركيا اقتصاديًا بسبب سياسات أردوغان .