"سي إن إن": أمريكا امتنعت عن معاقبة كتيبة إسرائيلية ارتكبت انتهاكات جسيمة ضد الفلسطينيين

قادتها تَرَقَّوْا إلى مناصب عليا في الجيش ويديرون عمليات في غزة
عناصر من كتيبة نتساح يهودا الإسرائيلية
عناصر من كتيبة نتساح يهودا الإسرائيلية
تم النشر في

أظهر تحقيق أجرته شبكة "سي إن إن"، أن القادة السابقين لكتيبة "نتساح يهودا" العسكرية الإسرائيلية، التي اتهمتها الولايات المتحدة بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة قبل 7 أكتوبر، قد تَرَقَّوْا إلى مناصب عليا في الجيش الإسرائيلي، وهم الآن نشطون في تدريب القوات البرية الإسرائيلية، وفي إدارة العمليات في غزة، كما أن واشنطن امتنعت عن معاقبة الكتيبة.

وباستخدام تقنية التعرف على الوجوه وتقنيات أخرى مفتوحة المصدر، وجدت "سي إن إن" أن ثلاثة قادة سابقين لكتيبة "نتساح يهودا" -الذين كانوا مسؤولين عن الوحدة في وقت الانتهاكات المزعومة في الضفة الغربية- قد ارتقوا في رتب الجيش الإسرائيلي، وتتبعت "سي إن إن" هؤلاء القادة من خلال مطابقة وجوههم مع الصور المتاحة للجمهور على مر السنين؛ بدءًا من صور الاحتفالات العسكرية وحتى تحديثات ساحة المعركة.

عنف انتقامي

وتحدثت "سي إن إن" مع عضو سابق في الوحدة، الذي فصّل حالات المعاملة القاسية والعنيفة بشكل مفرط للفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، وقال المُبلغ عن المخالفات: "إن القادة دعموا بنشاط العنف الانتقامي، وأن ترقيتهم إلى مناصب عليا في جيش الدفاع الإسرائيلي يخاطر بجلب نفس الثقافة إلى أجزاء أخرى من الجيش"؛ مضيفًا: "الكثير منا ربما لم يروا العرب، والفلسطينيين على وجه الخصوص، كأشخاص لهم حقوق.. كما لو أنهم حقًّا محتلون لبعض الأراضي ويجب نقلهم".

وأخبر الجندي السابق، الذي طلب عدم ذكر اسمه بسبب مخاوف تتعلق بأمنه، "سي إن إن" بأن الوحدة كانت معروفة بتنفيذ ما وصفه بـ"العقاب الجماعي للفلسطينيين"، وأعطى مثالًا على قوات الكتيبة التي هاجمت قرية فلسطينية، وذهبت من باب إلى باب بقنابل الصوت وقنابل الغاز كعقاب لبعض الأطفال المحليين الذين ألقوا الحجارة، وقال: "أثناء وجوده في نتساح يهودا، لعب قادة الكتيبة دورًا رئيسيًّا في إدامة ثقافة العنف، سواء من خلال الوقوف جانبًا أثناء حدوثه أو تشجيعه".

وردًّا على طلب "سي إن إن" للتعليق على مزاعم الانتهاكات التي ارتكبتها "نتساح يهودا"، ذكر الجيش الإسرائيلي أن "الكتيبة تعمل بطريقة مهنية وأخلاقية، وأن جنودها وقادتها يتصرفون وفقًا للأوامر والبروتوكولات المتوقعة من الجنود في الجيش الإسرائيلي، وأنه يحقق في كل حادث استثنائي، ويتخذ إجراءات قيادية وتأديبية ضد المتورطين عند الاقتضاء"، ولم يعلق على الترقية اللاحقة لبعض القادة.

عنف انتقامي

وخلال تحقيقها الذي استمر شهرًا، تحدثت "سي إن إن" مع العديد من المسؤولين الأمريكيين الحاليين والسابقين، الذين كشفوا عن الإحباطات الشديدة داخل إدارة الرئيس جو بايدن بسبب المعاملة الخاصة التي تتلقاها إسرائيل من الولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بمعالجة انتهاكات حقوق الإنسان من قِبَل قواتها الأمنية، وقال المسؤولون الأمريكيون السابقون: "إن حقيقة استمرار ترقية القادة السابقين لنتساح يهودا عبر الرتب العسكرية الإسرائيلية كانت نتيجة مقلقة لعدم تحرك أمريكا، ويمكن أن تكون لها عواقب وخيمة".

وفي أبريل الماضي، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، أنها حددت خمس وحدات أمنية إسرائيلية ارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان قبل اندلاع الحرب مع حركة "حماس" في غزة، وأن أربعًا من الوحدات قد "أصلحت نفسها بشكل فعال" في أعقاب تلك الانتهاكات؛ لكنها ما زالت تقرر ما إذا كانت ستقيد المساعدات العسكرية الأمريكية للوحدة المتبقية، وهي كتيبة "نتساح يهودا"، التي أنشئت في الأصل لاستيعاب اليهود المتشددين في الجيش.

وأثار خبر احتمال حجب الولايات المتحدة المساعدات عن الوحدة العسكرية الإسرائيلية، ردة فعل غاضبة في ذلك الوقت من كبار المسؤولين الإسرائيليين، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي قال: "إذا كان أي شخص يعتقد أنه يمكنه فرض عقوبات على وحدة من جيش الدفاع الإسرائيلي، فسأقاتل بكل قوتي".

وفي رسالة حصلت عليها "سي إن إن"، أخبر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن رئيس مجلس النواب مايك جونسون، أن الولايات المتحدة تعمل مع إسرائيل "على تحديد مسار للإصلاح الفعال" لكتيبة "نتساح يهودا"، ولم تذكر الرسالة اسم الوحدة، لكن مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين أكدوا لـ"سي إن إن" أن "بلينكن" كان يشير إلى "نتساح يهودا"، التي اتهمت بسلسلة من الانتهاكات في الضفة الغربية المحتلة على مدى السنوات العشر الماضية؛ بما في ذلك وفاة رجل فلسطيني- أمريكي يبلغ من العمر 78 عامًا في عام 2022.

وأخبر مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون "سي إن إن"، بأن الوحدات الإسرائيلية الخمس لم تكن الوحيدة التي كانت وزارة الخارجية تدرسها، فقد توصل الفريق الخاص بوزارة الخارجية، إلى إجماع على المستوى العملي بأن ثلاث وحدات إضافية كانت مذنبة بارتكاب انتهاكات قبل 7 أكتوبر.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org