في أجواء شهدت زيادة ملحوظة في التوتر، تنتظر "إسرائيل" الرد الانتقامي المحتمل من "حزب الله" اللبناني؛ بعد مقتل ما لا يقل عن 11 شخصًا وإصابة الآلاف في لبنان في هجوم جماعي واضح استهدف أعضاء الحزب من خلال تفجير أجهزة الاستدعاء الخاصة بهم.
واتهم "حزب الله" "إسرائيل" بالوقوف وراء العملية، وقد أكد هذا التقييم مسؤولون أمريكيون وغيرهم من المسؤولين الذين ذكروا أن "إسرائيل" زرعت متفجرات في المئات، إن لم يكن الآلاف، من أجهزة الاستدعاء، ولم تُعلق "إسرائيل"، التي شنّت حربًا سرية طويلة ضد إيران وحلفائها، علنًا على الهجوم.
ومع انفجار الأجهزة المحمولة باليد في الأرصفة ومحالّ البقالة، والمنازل، والسيارات، أرسلت الانفجارات لبنان إلى دوامة من الفوضى، وزادت من المخاوف من أن الصراع بين "إسرائيل" و"حزب الله" قد يتحول إلى حرب شاملة، ولكن في اليوم التالي للهجوم ظل من غير الواضح ما إذا كان هذا سيمثل نقطة انهيار في الاشتباكات، التي استمرت لعدة أشهر، وتعهد "حزب الله" بمواصلتها حتى تنهي "إسرائيل" هجومها العسكري على "حماس" في غزة.
ومنذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر الماضي، أطلق "حزب الله" صواريخ على "إسرائيل" تضامنًا مع "حماس"، وأجبرت الضربات التي استمرّت لعدة أشهر عبر الحدود بين "إسرائيل" ولبنان أكثر من 150 ألف شخص على الفرار من منازلهم في كلا الطرفين، وحذر المسؤولون الإسرائيليون من أنهم قد يلجأون إلى "العمل العسكري" ضد "حزب الله" للسماح لعشرات الآلاف من الإسرائيليين النازحين بالعودة إلى مجتمعاتهم.
وأعلن وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عبدالله بوحبيب، أمس، أن لبنان يتحضر لرد انتقامي كبير لـ"حزب الله"، ضد "إسرائيل"، على تفجيرات البيجر، التي حملت الحكومة و"حزب الله"، "إسرائيل" المسؤولية عنها.
ووضعت "إسرائيل" قواتها في حالة تأهب قصوى، تحسبًا لأي رد محتمل من "حزب الله"، وعقد رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي، اجتماعًا، مساء أمس مع أعضاء هيئة الأركان لتقييم الوضع بشأن حالة الاستعداد على الصعيدين الهجومي والدفاعي على كل الجبهات.
وذكر مصدر مطلع لموقع "أكسيوس" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأعضاء حكومته وقادة الأجهزة الأمنية، وافقوا على عملية "تفجيرات البيجر" في لبنان خلال اجتماع أمني هذا الأسبوع، معربين عن إدراكهم لاحتمال حدوث تصعيد كبير على الحدود الشمالية مع لبنان بعد الهجوم.
ونفذت "إسرائيل" عمليتها ضد "حزب الله" أمس من خلال إخفاء مواد متفجرة داخل دفعة جديدة من أجهزة الاستدعاء التايوانية الصنع المستوردة إلى لبنان، ووفقًا لبعض المسؤولين، تم العبث بأجهزة الاستدعاء، التي طلبها "حزب الله" من شركة "جولد أبولو" في تايوان، قبل وصولها إلى لبنان.
وأفاد اثنان من المسؤولين بأنه جرى زرع مادة متفجرة لا تزيد على أونصة واحدة أو أونصتين، بجوار البطارية في كل جهاز استدعاء، كما تم تضمين مفتاح تشغيل يمكن تشغيله عن بُعد لتفجير المتفجرات، وفي الساعة 3:30 مساءً في لبنان، تلقت أجهزة الاستدعاء رسالة بدت وكأنها قادمة من قيادة "حزب الله"، وبدلًا من ذلك، قامت الرسالة بتنشيط المتفجرات، وقد برمجت الأجهزة لإصدار صوت لمدة عدة ثوانٍ قبل انفجارها.