بعدما نشرت كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، مساء الاثنين، مقطع فيديو لـ3 محتجزين إسرائيليين كبار في السن، يطالبون بالإفراج عنهم بأي ثمن، أتى الرد الإسرائيلي.
وتفصيلاً، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، أن وزير الدفاع أجرى مع مسؤولين أمريكيين مباحثات تناولت تطورات العملية العسكرية في قطاع غزة والجبهة الشمالية مع حزب الله، ومعضلة الأسرى لدى حركة حماس.
واعتبر "هاغاري" في مؤتمر صحافي الاثنين، أن مقطع الفيديو الذي نشرته حركة حماس "فيديو إرهابي يعرض كبار سن أبرياء بحاجة إلى علاج، بينما تمنع عنهم الحركة الدواء"، وفق زعمه.
وخاطب المتحدث الأسرى الذين ظهروا بالفيديو بأن الجيش سيعمل على استعادتهم بأسرع وقت.
وجاء كلام المتحدث بعد فيديو نشرتها كتائب القسام على حسابها بتطبيق "تلغرام"، بدأ بعبارة "لا تتركونا نشيخ"، وكتبت بثلاث لغات هي: العبرية والعربية والإنجليزية، ليظهر 3 مسنين إسرائيليين، تحدث أحدهم معرفًا عن نفسه بأنه "حاييم بري" يبلغ من العمر 79 عامًا.
وقال المحتجز: "أنا موجود هنا مع مجموعة كبار في السن، وكلهم أصحاب أمراض مزمنة يعانون بسبب ظروف قاسية جدًا.. يجب عليك أن تفرج عنا بكل ثمن. نحن لا نريد أن نكون ضحايا لاستهدافات سلاح الجو. أفرج عنا من دون شرط".
وختم رسالته بالقول: "لا تتركونا نشيخ"، وبعدها كرر الرسالة ذاتها معه الأسيران الآخران اللذان ظهرا في الفيديو.
وجاء هذا الفيديو بعد ساعات فقط من إقرار رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي، أن جنوده قتلوا 3 أسرى في قطاع غزة بالخطأ على الرغم من حملهم رايات بيضاء.
وأضاف في بيان الأحد، أن الحادث الذي قُتل فيه جنود عن طريق الخطأ 3 أسرى هو حدث صعب ومؤلم، وفقًا للعربية نت.
وقال إن "الأسرى الثلاثة، الذين نجوا من 70 يومًا من الجحيم، تحركوا نحو الجنود وقتلوا بنيران قواتنا.. ليس هناك ما يريده الجنود وقادتهم في قطاع غزة أكثر من إنقاذ الأسرى أحياء. وفي هذه الحالة، لم ننجح".
وتابع "أعتقد أن الأسرى الثلاثة فعلوا كل ما في وسعهم حتى نفهم - لقد تحركوا بلا قمصان حتى لا نشتبه في أنهم يحملون متفجرات وكانوا يحملون قطعة قماش بيضاء، لذلك نفهم. إطلاق النار عليهم كان مخالفًا للقواعد إذ يمنع إطلاق النار على من يرفع راية بيضاء ويريد الاستسلام، إلا أن إطلاق النار هذا تم أثناء القتال وتحت الضغط".
يُذكر أن حركة حماس كانت شنت في7 أكتوبر الماضي هجومًا مباغتًا وغير مسبوق على إسرائيل، أطلقت عليها اسم "طوفان الأقصى"، واحتجز فيه أكثر من 250 إسرائيليًا نقلتهم إلى داخل القطاع.
وبعد اندلاع الحرب، قتلت الغارات الإسرائيلية العشرات منه، بينما جرى الإفراج عن نساء وأطفال مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين من النساء والأطفال ضمن اتفاق هدنة إنسانية جرى تجديده مرتين.
وتعتقد إسرائيل أن لدى حماس والفصائل الفلسطينية في غزة أكثر من 130 محتجزًا، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي مساء الجمعة، أنه قتل "عن طريق الخطأ" 3 من الأسرى الإسرائيليين في غزة.
وأوضح أن الواقعة حدثت في حي الشجاعية، مرجحًا أن يكون الأسرى الـ3 قد نجحوا في بادئ الأمر في الفرار من آسريهم، قبل أن يتم قتلهم بـ"نيران صديقة"، حيث اعتقدت القوات الإسرائيلية الموجودة هناك أنهم يشكلون "تهديدًا".
وبهذا، ارتفع عدد الأسرى الذين أكد الجيش مقتلهم إلى 22 من أصل نحو 250 شخصًا.