
في واشنطن، التقى الرئيس دونالد ترامب مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لبحث اقتراح وقف إطلاق نار في غزة، حيث يتواصل العدوان الإسرائيلي مخلفًا 40 شهيدًا فلسطينيًا، بينهم نساء وأطفال في يوم واحد، وانعقد اللقاء وسط مساعٍ دولية مكثفة لإنهاء الحرب المستمرة منذ 21 شهرًا، مع اقتراح أمريكي يهدف إلى إطلاق الرهائن، وإدخال المساعدات، وتهدئة التصعيد، فما مصير هذه المفاوضات، وكيف يعيش الفلسطينيون تحت وطأة الصراع؟
وناقش نتنياهو وترامب، في لقائهما الثاني خلال يومين، تفاصيل اقتراح وقف إطلاق النار المدعوم أمريكيًا، ويتضمن الاقتراح وقفًا مؤقتًا للقتال، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، وتدفق المساعدات إلى غزة، وقد أشار نتنياهو إلى توافق تام مع ترامب على ضرورة "تدمير حماس"، واصفًا التنسيق الإسرائيلي-الأمريكي بأنه الأقوى في تاريخ إسرائيل، ومن المنتظر أن يتوجه المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف إلى الدوحة لمواصلة المفاوضات غير المباشرة مع حماس، التي أكدت حل ثلاث نقاط خلاف، مع بقاء عقبة رئيسية لم توضح تفاصيلها، وفقًا لـ"أسوشيتد برس".
وفي غزة، يترقب الفلسطينيون نتائج المفاوضات بحذر، أماني أبو عمر، أم لأطفال يعانون الجفاف، أفادت بأن شاحنة المياه تصل كل أربعة أيام، ما يفاقم معاناتهم في الصيف، "كنا ننتظر هدنات سابقة، لكنها لم تتحقق"، تضيف بحسرة، معبرة عن خيبة أمل مشتركة بين النازحين.
وارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين في غزة إلى أكثر من 57 ألفًا، نصفهم من النساء والأطفال، حسب وزارة الصحة في القطاع، وفي خان يونس، أفاد مستشفى ناصر باستشهاد 17 امرأة و10 أطفال في غارات إسرائيلية، بينها ضربة أودت بحياة عائلة مكونة من 10 أفراد، منهم 3 أطفال، وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي استهداف أكثر من 100 موقع، شملت أنفاقًا ومستودعات أسلحة، متهمًا حماس باستخدام المدنيين دروعًا بشرية، دون التعليق على الغارات المحددة.
وفي المواصي، حيث يعيش آلاف النازحين في خيام مؤقتة، يواجه السكان نقصًا حادًا في الماء والغذاء، وتحدثت عبير النجار، نازحة، عن معاناتها اليومية: "أدعو الله أن تكون هدنة حقيقية، لا خداعًا مؤقتًا"، وزوجها علي أكد صعوبة الحياة في الحر الشديد دون مياه صالحة للشرب، معبرًا عن أمله في إعادة بناء ما دمرته الحرب.
وتتزامن المفاوضات مع تصاعد التوترات الإقليمية، حيث أشار نتنياهو إلى "انتصار" إسرائيلي-أمريكي في مواجهة إيران، مروجًا لتوسيع اتفاقيات إبراهيم، لكن في غزة، يبقى السؤال: هل ستؤدي هذه المفاوضات إلى وقف دائم لإطلاق النار، أم ستظل آمال الفلسطينيين معلقة وسط الدمار؟