قال فريق من المحللين الإسرائيليين إن "صفقة القرن" الأمريكية أعادت فجأة القضية الفلسطينية إلى الصدارة، مؤكدين أنها لن تصب في مصلحة إسرائيل ولا رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، وهو عكس ما توقعه.
وأشار المحلل إيهود يعاري، عبر القناة "12"، عقب انتهاء اجتماع وزراء خارجية الدول العربية بالجامعة العربية، إلى أن "أضعف رئيس (عباس) سيطر على زعماء المنطقة، وجرهم إلى إصدار بيان يرفض صفقة القرن".
واعتبر يعاري ذلك "صفعة لنتنياهو، وهذا إنجاز كبير على المستوى العربي لأن بيان الجامعة العربية سيمهد لاستصدار قرار من القمة الإسلامية والأمم المتحدة لرفض صفقة القرن، وإذا تم ذلك فإنه سيعني وفاة الصفقة قبل أن تعيش".
من جهتها، قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن نتنياهو "لن يستطيع ضم الضفة، وفقط استطاع ضم السجينة نعمة يسسهار".
وقال محللون آخرون إن الصفقة تعكس جهل صانعيها بالوقائع على أرض الصراع العربي الإسرائيلي، مشيرين إلى أن نتنياهو سيخسر أصوات الناخبين نتيجة إعلانها.
وقال المحلل العسكري روني دانييل إن "أصحاب المليارات الأمريكيين جاؤوا ليجربوا عقد صفقاتهم علينا، وكأننا دمى ويقامرون علينا".
وأردف: "نتنياهو ذهب إلى صفقة القرن وحدث معه العكس - قالوا له توقف عن ضم الضفة، والمستوطنون أعلنوا أنهم لن يقبلوا بمنح الفلسطينيين 70%، بالتالي يفقد أصوات المستوطنين والعرب وتحول كل شيء ضده".
وقال خبير سياسي آخر في قناة (12) إن "من كتب الصفقة لا يفقه شيئًا في الواقع، ففريدمان وكوشنير وغرينبلات منفصلون عن الجغرافيا، ومن ثم أن صفقة كهذه تحتاج لاستفتاء شعبي لسنوات لتنفذها. حتى النفق بين ترقوميا (بلدة في الضفة الغربية) وغزة يحتاج لعشرات المليارات وعشر سنين".
كذلك اعتبرت محللة الشؤون السياسية في التلفزيون الإسرائيلي، دانا فايس، أن "الأمريكيين ساعدوا العرب، ولن يجرؤ نتنياهو أيديولوجيًا أن يقول لا للدولتين".
أما الصحافية، رينا متسليح، فأشارت إلى أن ترامب أعاد وضع القضية الفلسطينية على رأس أولويات الحملة الإعلانية الانتخابية الإسرائيلية بعد أن ظن الإسرائيليون أنهم تجاوزوا هذه النقطة، وأنه لم يعد هناك شيء اسمه القضية الفلسطينية في الحملات الانتخابية".
وتابعت: "عادت القضية الفلسطينية من أوسع الأبواب إلى الحملة الدعائية الإسرائيلية الانتخابية، وأوضح ترامب من دون أن يدري أن في إسرائيل يسارًا ويمينًا، يسار يريد دولة فلسطينية، ويمين لا يريد دولة فلسطينية. أما حزب الوسط "أزرق-أبيض" فلا داعي لوجوده أساسًا لأن العمل السياسي لا يحتاج إلى زينة حزب وسط، فإما أن تكون يسارًا، أو تكون يمينًا".