تُظهر النتائج الأولية لانتخابات التجديد النصفي الأمريكي، أداءً ضعيفًا للجمهوريين في مقاعد الشيوخ والنواب؛ حيث تمكّن الديمقراطيون من صدّ "الموجة الحمراء" التي كانت متوقعة.
ولم يكن أداء العديد من مرشحي الحزب الجمهوري المدعومين من الرئيس السابق دونالد ترامب جيدًا، بما فيهم المرشح لمجلس الشيوخ محمد أوز، الذي خسر أمام حاكم ولاية بنسلفانيا جون فيترمان، ورغم ذلك، فإن الساعات القليلة القادمة قد تكشف عن تغيّر في ميزان القوة بالنسبة للسيطرة على مجلسي النواب والشيوخ.
واعتبر مراقبون أن فوز الحاكم رون ديسانتيس يعد تحديًا لـ"ترامب" في ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة في عام 2024، حسب ما ذكرت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية.
كما تشير النتائج إلى بقاء الرئيس جو بايدن المرشح الديمقراطي للرئاسة، بينما يواصل حزبه الدفاع عن القضايا المؤيدة لحق الاختيار في صناديق الاقتراع، وفق ما نقلت "سكاي نيوز عربية".
وبالنسبة لولاية جورجيا، فمن المرجح أن يتجه السيناتور الديمقراطي الحالي رافائيل وارنوك والمنافس الجمهوري هيرشل ووكر إلى انتخابات الإعادة الشهر المقبل التي قد تحدد الحزب الذي يسيطر على مجلس الشيوخ؛ حيث من اللافت في انتخابات التجديد النصفية بروز 5 أشياء رئيسية، جاءت على النحو التالي:
اعتُبر تأييد "ترامب" ضروريًا للمتنافسين الجمهوريين في الانتخابات التمهيدية لمجلس الشيوخ ومجلس النواب في جميع أنحاء البلاد، ومع ذلك، خسر العديد من المرشحين الذين اختارهم الرئيس السابق في انتخابات التجديد النصفي يوم الثلاثاء.
وخسر دوج ماستريانو المنافس الجمهوري في ولاية بنسلفانيا أمام المدعي العام جوش شابيرو بأكثر من 13 نقطة، وقلب المرشح الديمقراطي فيترمان المقعد في بنسلفانيا إلى اللون الأزرق من خلال تحقيق الفوز بفضل ناخبي الضواحي.
واستمرت الهزائم في انتخابات مجلس الشيوخ في نيو هامبشاير، حيث خسر مرشح "ترامب" دون بولدوك أمام السيناتور الديمقراطي الحالي ماغي حسن بأكثر من 9 نقاط، كذلك خسر مرشحو "ترامب" في العديد من سباقات مجلس النواب، بما في ذلك سقوط المرشح الجمهوري بو هيمز أمام الديمقراطي وايلي نيكن في المنطقة 13 بولاية نورث كارولينا.
وبغضّ النظر عن هذه الانتكاسات، فمن المتوقع أن يعلن "ترامب" عن ترشحه الرئاسي الثالث في وقت لاحق من هذا الشهر، حيث قال عشية انتخابات التجديد النصفي، في تجمع حاشد بأوهايو إنه سيصدر "إعلانًا كبيرًا، الثلاثاء، 15 نوفمبر".
مع دخول انتخابات التجديد النصفي، أدى انخفاض التأييد للرئيس جو بايدن وسط ارتفاع التضخم إلى تساؤلات عما إذا كان الديمقراطيون سيرشحون الرئيس السادس والأربعين للسباق الرئاسي لعام 2024، ويتكهن البعض بأن حاكم كاليفورنيا الديمقراطي جافين نيوسوم سيكون منافسًا قويًا لبايدن.
ومع ذلك، تم تغيير العديد من هذه المفاهيم ليلة الثلاثاء بعد أن قلب الديمقراطيون ميزان القوة في ولاية بنسلفانيا، هذا إلى جانب الأداء الجيد لأعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين في جورجيا وأريزونا ضد المنافسين المؤيدين لـ"ترامب"، مما يشير إلى أن الديمقراطيين يمكنهم الفوز بالانتخابات عندما ينحازون ويصطفون مع بايدن.
وفي أعقاب قرار المحكمة العليا بإلغاء الحق الدستوري للمرأة في الإجهاض هذا الصيف، فازت إجراءات الاقتراع التي تحمي حق الإجهاض في ميشيغن وكاليفورنيا وفيرمونت، وحتى في الولايات التي يهيمن عليها الجمهوريون مثل مونتانا وكنتاكي.
ووفق الباحث القانوني في جامعة هارفارد، أدريان فيرميول، فإن "الديمقراطية لم تكن على ورقة الاقتراع، لكن الإجهاض كان حاضرا، ويبدو أن الديمقراطية اختارت الانحياز لصالح الإجهاض".
وحقق الجمهوريون في فلوريدا انتصارات ساحقة في سباقي الحكام ومجلس الشيوخ مع ديسانتيس وماركو روبيو، وهزم ديسانتيس تشارلي كريست في مقاطعة جنوب فلوريدا بفوزه بنسبة 55.3 بالمئة من الأصوات، بفضل تحوّل الناخبين من أصول لاتينية لدعم الجمهوريين.
وقال روبيو خلال خطاب فوزه مساء الثلاثاء: "إنه لأمر رائع أن أكون هنا مجتمعين في مقاطعة ميامي ديد الحمراء".
وكانت فلوريدا خلال الانتخابات الرئاسية وانتخابات الولاية، لعقود تعتبر ولاية أرجوانية قادرة على التحول من حزب إلى حزب، لكن مكاسب الجمهوريين الثلاثاء تشير إلى أن الولاية لا تزال حمراء.
ويمكن أن تكون ولاية جورجيا هي السباق الحاسم الذي يحدد ما إذا كان الجمهوريون أو الديمقراطيون يملكون الأغلبية في مجلس الشيوخ.
واعتبارًا من الأربعاء، لا يتمتع السيناتور الديمقراطي الحالي رافائيل وارنوك ولا العضو الخارجي الجمهوري هيرشل والكر بأغلبية واضحة لتجنب جولة الإعادة الشهر المقبل، فيما حافظ وارنوك على تقدمه على ووكر بـ35000 صوت بنسبة 49.4 بالمئة من الأصوات.
وخلافًا للولايات الأخرى، يتطلب قانون جورجيا أن يتجاوز المرشح عتبة الأغلبية البالغة 50 بالمئة للفوز في الانتخابات قبل إجراء جولة الإعادة والتي ستنظم في السادس من ديسمبر في حال استمرار الوضع على حاله.