أدانت محكمة الأمم المتحدة عضوين من حزب الله بالسجن مدى الحياة بتهمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في حادثة راح ضحيتها 22 شخصاً في عام 2005م.
وقررت غرفة الاستئناف في المحكمة بالإجماع الحكم على (حسن حبيب مرعي) و(حسين حسن عنيسي) بالسجن المؤبد، وهي أقصى عقوبة ينص عليها النظام الأساسي للمحكمة وقواعدها، بعد أنّ أدينا بالتآمر لارتكاب عمل إرهابي والتواطؤ في القتل المتعمد.
وقالت رئيسة المحكمة إيفانا هردليكوفا: إن الرجلين كانا يدركان تماماً أن الاعتداء المخطط له في وسط بيروت سيقتل رفيق الحريري وآخرين، مشيرةً إلى أنّ عضوي حزب الله تصرفا مع سبق الإصرار، وتمت إدانتهما بجرائم "شديدة الخطورة" و"شنيعة تماماً" أدت إلى "إغراق الشعب اللبناني في حالة من الرعب".
واعتبر رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري أنّ العقوبة الأخيرة أكثر وضوحاً في إدانة حزب الله كجهة مسؤولة عن تنظيم الجريمة وتنفيذها، والجهة التي لا يمكن أن تتهرب من مسؤولية تسليم المدانين وتنفيذ العقوبة بحقهم.
وأنشئت المحكمة بموجب قرار صدر عن مجلس الأمن في 2009 لمحاكمة الضالعين في الانفجار الضخم، ورغم أنّ حزب الله عرقل عمل المحكمة واغتيال كل من أيدها وتعاون معها، إلاّ أنّها في أغسطس 2020م أدانت عضو حزب الله سليم عياش بتهمة القتل عمداً وحكمت عليه بالسجن مدى الحياة.
ويمكن أن يسدل الحكم الصادر من المحكمة على فصول قصة ترجع إلى 14 فبراير 2005م، حين انفجرت شاحنة أمام موكب رفيق الحريري، وراح ضحيتها 22 قتيلاً و226 جريحاً.
في المقابل كان أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله يرفض كل ما يصدر عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والناظرة في جريمة اغتيال رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني السابق واصفاً هذه المحكمة بأنها أمريكية – إسرائيلية، معتبراً أنّ كل ما يصدر عن المحكمة الدولية من اتهامات باطلة أو أحكام باطلة.
وجاء قرار المحكمة الدولية تزامناً مع محاولات حزب الله الخروج من مأزق الرفض والنبذ الداخلي والدولي، حيث يستمر الحزب في سعيه لإقحام لبنان في دوامة جديدة، مستغلاً المفاوضات الجارية حول حقول الغاز، ليلوح بالحرب ضد إسرائيل.
وأكد مراقبون على أنّه ليس من مصلحة حزب الله الدخول في حرب مع إسرائيل، حيث يدرك نصر الله جيداً أنّها ستكون مدمرة، حيث إنّ الوضع في المنطقة متأزم بشدة، لاسيما بين إسرائيل وإيران التي ترعى وتوجه نصر الله وحزبه، ولن يفيده تطور أسلحته التي يتباها بها، إذ إنّ الترسانة الإسرائيلية لا تقارن بما كانت عليه في حرب 2006م التي يحاول حزب الله تكرارها.
وكان رئيس الأركان الإسرائيلي هدد بأن إسرائيل حددت آلاف الأهداف بينها منظومة الصواريخ والقذائف والراجمات التي سيتم ضربها في حال نشوب حرب مع لبنان.
وقال كوخافي: رسالتي للبنانيين هي أننا سنسمح لهم بالمغادرة فوراً، وسوف نعطي لهم التحذير قبل المغادرة، الرسالة الأكبر لهم، أننا ننصحهم بالمغادرة قبل أن نطلق الرصاصة الأولى في لحظة حدوث التوتر القادم في الأماكن التي سوف نطلب منهم المغادرة منها، لأن القصف سوف يكون بشكل لم يسبق له مثيل من قبل.