الرياضة تدخل على خط العقوبات في الحرب الروسية الأوكرانية.. هل تُصلح ما أفسدته "السياسة"؟

عقوبات متسارعة على روسيا وسَحْب مناسبات رياضية وتوقُّعات باستبعادها من كأس العالم القادمة
الرئيس الروسي  فلاديمير بوتين

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

تم النشر في

سواء كانت بضغوط دبلوماسية أو سياسية، أو حتى غير ذلك، قد يبدو من اللافت – وليس المستنكر- التسارع الكبير في فرض عقوبات رياضية ضد روسيا، التي تشن حربًا لا هوادة فيها على جارتها أوكرانيا في ظل استنفار عالمي وأوربي وغربي عمومًا للتصدي لتلك الحرب، وإقناع موسكو بالجلوس إلى طاولة المفاوضات للتوصل لحلول سلمية.

قرارات متسارعة

القرارات التي صدرت من المؤسسات الرياضية العالمية كانت على أعلى مستوى، منها تجريد سان بطرسبورغ الروسية من نهائي أبطال أوروبا، ونقل مباريات روسيا وأوكرانيا لأراضٍ محايدة، وصولاً لإعلان دول عدة، مثل السويد وبولندا، رفضهما مواجهة المنتخب الروسي في ملحق المونديال.

إضافة إلى ذلك طالبت اللجنة الأولمبية الدولية جميع الاتحادات الرياضية بنقل أو إلغاء الأحداث المقررة في روسيا وبيلاروس بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، مناشدة عدم رفع الأعلام الروسية أو البيلاروسية، وعدم عزف النشيد الوطني لهاتين الدولتين في المحافل الرياضية العالمية.

فسخ عقود وإلغاء مسابقات

من جهته، أعلن مروِّج بطولة العالم للفورمولا واحد إلغاء سباق جائزة روسيا الكبرى المقررة في سوتشي في 25 سبتمبر المقبل. وجاء في بيان تم نشره: "ناقشت الفورمولا واحد والاتحاد الدولي للسيارات والفرق موقف رياضتنا، وتوصلنا إلى استنتاج -مع الأخذ في الاعتبار رأي جميع أصحاب المصلحة- أنه من المستحيل تنظيم جائزة روسيا الكبرى في ظل الوضع الحالي".

توالي الحراك الرياضي المعاقب كان مذهلاً في تسارعه، سواء على مستوى المؤسسات الدولية أو الاتحادات المحلية، أو حتى الأنديةالرياضية، مثلما أعلن نادي مانشستر يونايتد فسخ عقد رعايته مع شركة الطيران الروسية (أيروفلوت). وقال مانشستر يونايتد في بيان رسمي إنه «في ضوء الأحداث في أوكرانيا، قُمنا بسحب حقوق رعاية أيروفلوت. نتقاسم القلق مع أنصارنا حول العالم، وكل تفكيرنا مع الأشخاص الذين تعرضوا للأذى". ويأتي هذا لافتًا في ظل أن شركة «أيروفلوت» هي الناقل الرسمي لمانشستر يونايتد منذ 2013، وقد وضعت في تصرفه طائرة عملاقة لنقل لاعبيه خلال تنقلاتهم لخوض المباريات القارية.

العقوبات تطول "القيصر"

وفي عقوبة أخرى استهدفت القيصر الروسي نفسه فلاديمير بوتين، أعلن الاتحاد الدولي للجودو اليوم الأحد تعليق الرئاسة الفخرية لفلاديمير بوتين، ومنصبه سفيرًا للاتحاد؛ وذلك ردًّا على غزو روسيا أوكرانيا. وقال الاتحاد الدولي للجودو في بيان، نشرته فرانس 24: "نظرًا للنزاع الحالي في أوكرانيا يعلن الاتحاد الدولي للجودو تعليق منصب السيد فلاديمير بوتين رئيسًا فخريًا وسفيرًا للاتحاد". ويعد الرئيس "بوتين" لاعب جودو متمرسًا، وغالبًا ما يُظهر الجانب الرياضي من شخصيته، ويروِّج لنمط حياة صحي.

طرد على نطاق واسع

وعلى صعيد العقوبات التي أقرها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، أو تلك التي يدرسها، فإن أبرزها إعلان(فيفا) أن مباريات روسيا مستقبلاً ستُقام في أراضٍ محايدة، ودون جماهير، كما ينظر في المزيد من الإجراءات العقابية في حال لم يتحسن الوضع، منها طرد روسيا من المنافسات الكروية الدولية، وربما من نسخة كأس العالم في قطر 2022م، وكذلك منع روسيا من استخدام عَلَمها ونشيدها الوطني في المنافسات الرسمية. ويأتي كل ذلك في ظل إقرار عقوبات متتالية تهدِّد القدرات الاقتصادية لروسيا، وُصفت بأنها أشد العقوبات على الإطلاق تاريخيًّا.

الرياضة بين قِيَم السلام والحيادية

وبين المتفقين مع القرارات والمتمسكين ببقاء الرياضة بعيدًا عن المواقف السياسية إلا أن الفريق الأول يرى أن قيم السلام ورفض الاعتداء والعدوان تأتي في أولويات الرسالة الرياضية، بالرغم من أن الاتحاد العالمي كان طوال العقود الماضية يرفض أي ارتباط أو مواقف بين السياسة والرياضة، ويشدد على عدم إقحام السياسة في الرياضة من منطلق ترسيخ مبادئ اللجنة الأولمبية الدولية التي تحظر استخدام الرياضة - وكرة القدم على وجه الخصوص - في الترويج لأغراض سياسية، من شأنها أن تزعزع الاستقرار وتعكر صفو تلك المشاركات التي وُجِدت من أجل نشر المحبة والألفة بين المشاركين.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org