دعت الأمانة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر إلى ضمان حماية جميع الموظفين والمتطوعين العاملين في منظمات وجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر والمنظمات الإنسانية المشاركين في المجال الإغاثي والإنساني، والذين يضحون بأنفسهم في سبيل تقديم المساعدات للسكان المحاصرين واللاجئين في جميع أنحاء الدول العربية التي تعيش أوضاعاً مأساوية مختلفة كفلسطين وسوريا واليمن والعراق وليبيا ولبنان.
وقالت المنظمة إن استهداف آليات أو موظفي ومسعفي العون الإنساني الذين يحملون إشارة الهلال الأحمر أو الصليب الأحمر يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، مؤكدةً على ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني ومبدأ حماية العاملين في مجال الإغاثة وتقديم المساعدات، وفقاً لما نصت عليه القوانين والاتفاقيات الدولية.
وأدانت الأمانة العامة للمنظمة العربية بشدة وبأقسى العبارات في بيانٍ أصدرته، العمل الإجرامي الذي استهدف عمال الإغاثة وبعض منسوبي منظمة الهلال الأحمر السوري من رموز العمل الإنساني ومتطوعيه إثر تعرض قوافل الإغاثة المحملة بالمساعدات الإنسانية إلى المحاصرين في حلب السورية إلى عمليات قصف جوي بشكل همجي وبربري نتج عنه وفاة العديد من عمال الإغاثة وبعض منسوبي الجمعية (العضو في المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر)، حيث أكدت أن هذا العمل الإجرامي يتجاوز وينتهك نطاق الحماية المنصوص عليها في صلب اتفاقيات القانون الدولي الإنساني، ويرقى هذا العمل الإجرامي إلى "جريمة حرب" وعمل ضد الإنسانية، خاصةً وأن الجهود الدولية منصبة على تهدئة الأوضاع الحربية ووقف العمليات العسكرية بين كافة الأطراف المتحاربة والعمل على إغاثة المدنيين الضعفاء المنكوبين والمحاصرين من براثن الموت والجوع والتشرد.
وأكدت الأمانة في بيانها، أنها ستقوم بمتابعة كافة الخطوات اللازمة والدعوة إلى توفير الحماية اللازمة لمنسوبي الهلال الأحمر السوري ومتطوعيه، داعيةً كافة الجهات المعنية إلى التحرك العاجل والفوري من أجل دعم الهلال السوري للقيام بواجباته الإغاثية والوقوف معه ودعمه، كما تطالب بتحقيق جدي وعاجل في عمليات الاستهداف المباشر لقافلة المساعدات التي نتج عنه وفاة عدد كبير من المتطوعين والعاملين في هذا الحقل الإنساني وبعض منسوبي الهلال الأحمر السوري.
كما حذرت الأمانة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر من استهداف موظفي ومسعفي الجمعيات الوطنية والذين يعملون ليل نهار لتلبية الاحتياجات الإنسانية المتزايدة في ظروف عصيبة، مناشدة باحترام عمل المنظمة الإنساني وضمان سلامة المسعفين ووصولهم الفوري إلى المحتاجين والذين هم في أمس الحاجة إلى الإغاثة.
ونوهت إلى أن القانون الدولي الإنساني يدعو ضمن قواعده الإنسانية لتأمين العناية للجرحى والمرضى خلال الأعمال الحربية وعدم التعرض بالأذى لأفراد ومنشآت ووسائط النقل ومعدات الخدمات الطبية العسكرية وعمال الإغاثة، واحترام شارتي الصليب الأحمر والهلال الأحمر.
وفي ذات السياق، طالبت المنظمة المجتمع الدولي بتحمل كافة مسؤولياته القانونية والأخلاقية، كما جاء بها "ميثاق منظمة الأمم المتحدة" لوضع حد لمثل هذه الانتهاكات الفاضحة للقوانين الدولية، وفي مقدمتها القانون الدولي الإنساني الذي يعنى بحماية عمال الإغاثة وضمان حق الحصول على المساعدات الغذائية، وخصت الأمانة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر في دعوتها "اللجنة الدولية للصليب الأحمر" راعية القانون الدولي الإنساني إلى اتخاذ خطوات عملية ملموسة تجاه الوضع هناك، وخاصة التشديد على توفير الحماية اللازمة لكافة منسوبي الهلال الأحمر السوري حتى يؤدوا عملهم الإنساني وعدم تكرار مثل هذه المأساة الحزينة في تاريخ منظومتنا العربية الإنسانية.
وقد أبدت الأمانة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر صادق أسفها ومواساتها للأسرة الدولية الإنسانية وأسر زملائها الذين قضوا نحبهم في خدمة الإنسانية، مشددةً على احترام العاملين في المجال الإنساني وتوفير الحماية للمدنيين وأن يضمنوا تمكّن العاملين في المجال الإنساني من أداء مهامهم بالشكل المطلوب، داعية إلى احترام شارتي الهلال الأحمر والصليب الأحمر .
وقالت المنظمة في بيانها: بينما كنا ننتظر منذ زمن تكريم أولئك العاملين المخلصين من قبل الجهات الدولية المعنية في المحافل الدولية المهمة تقديراً لجهودهم وتضحياتهم الإنسانية الجسيمة وللرفع من معنوياتهم في ظل هذه المخاطر والانتهاكات، فإننا لم نكن نتوقع إطلاقاً أن يتم استهدافهم فيفقدوا أرواحهم بشكل همجي لا يمت للإنسانية بصلة، بل يرقى إلى حد جرائم حرب ضد الإنسانية وفقاً لما تنص عليه مبادئ القانون الدولي الإنساني.
يُشار إلى أن عدد من قُتل من المتطوعين والعاملين في منظمة الهلال الأحمر العربي السوري قد وصل إلى سبعين نفساً بريئة خلال السنوات الخمس سنوات الماضية.