أشاد باحثون أردنيون بتمرين رعد الشمال الذي اختتمت فعالياته اليوم برعاية خادم الحرمين الشريفين "الملك سلمان بن عبدالعزيز" في مدينة الملك خالد العسكرية في حفر الباطن.
فمن جانبه قال الأديب والباحث "نايف عبد الله النوايسة": إن هذا العرض العسكري الأضخم من نوعه في مدينة الملك خالد العسكرية في حفر الباطن الذي يهدف إلى التدريب على عمليات التخطيط المشترك بين القوات المسلحة للدول المشتركة ورفع مستوى الجاهزية القتالية من خلال تنفيذ التمرين على الوجه الأكمل لمواجهة التحديات المتمثلة وبما يحاكي الأوضاع الإقليمية الراهنة؛ يجعلنا نفتخر بهذا الإنجاز الكبير للمملكة العربية السعودية التي بادرت إلى جمع نخبة متميزة على أراضيها الطيبة من أبناء القوات المسلحة لمختلف الأقطار.
وأضاف "النوايسة" أن هذا التمرين يأتي ضمن ضرورة الاتصال والتفاعل بين المؤسسات العسكرية في سبيل إعداد وتأهيل الكوادر العسكرية لتحقيق مصالح الأمة العربية والإسلامية، وهذا يعد مطلباً عربياً للانتقال بقواتنا العربية المسلحة نحو مدارج السمو والرفعة، وهذا ما تحقق فعلاً وقولاً في تمرين رعد الشمال.
فيما قال "الدكتور جمال عبدالسلام": أي قدرٍ لهذه القوة تحمل من وهج إلى آخر، فتسوق فرسانها رياح الوجد للأرض التي أخضرت من طلع النجيع الدافئ لحفر الباطن المكان والرجال ومصنع الفتوة التي غارت في جنبات التاريخ تستمد ضوءها من جذوة أرواح الذين غامروا بأرواحهم كي تكتب الحقيقة هنا على أطراف هذه الأرض وتمهد للعدل الذي ترسو عليه قواعد المملكة الممتدة في نسبها إلى تلك الجذوة.
وأضاف "عبدالسلام": لقد شمر هؤلاء الأبطال الأشاوس المشاركون في التمرين؛ عن سواعدهم وعلّموا الجميع من حفر الباطن إلى أرجاء العالم "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّـهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ"، فاكتسبوا مهارات عسكرية متطورة؛ مما يجعل هذه القوة ربيع الوطن المخضر على الدوام.
من جانبه قال "اللواء الركن أحمد حامد": إنها تجري في توقيت عربي عصيب تنهال فيه العواصف والأنواء السياسية والمؤامرات والمخططات الإيرانية على الدول العربية، وتهدد أمنها القومي في سورية واليمن ولبنان والعراق وغيرها.
وأضاف "اللواء حامد" أن توقيت إجراء هذه المناورة يكتسب أهمية قصوى للرد على محاولات إيران فرض يدها الطولى في المنطقة، وإعطاء رسالة قوية لها بأن العالم العربي لن يقف مكتوف الأيدي تجاه هذا التمدد والخطر الإيراني، وأنه على استعداد تام للدفاع عن عناصر أمنه القومي، بالإضافة إلى مخاطر الإرهاب التي تتنامى، وسلبية المجتمع الدولي في التعامل معها، فضلاً على الأزمات العربية التي تحولت إلى مزمنة؛ ومنها ما يحدث في سورية وليبيا.
وأكد "اللواء حامد" أن "رعد الشمال" تأكيد على وحدة الدول العربية والإسلامية في مواجهة التحديات، وقدرتها على التصدي لأي محاولات تخريبية في دول المنطقة.
في غضون ذلك قال "الدكتور فوزي الشياب": إن هذه المناورة تحمل عدة دلالات؛ منها توحد الرؤى الإستراتيجية لكل قوى القوات المسلحة العربية، وأنها تمثل العمق الإستراتيجي للأمن القومي الإقليمي والعربي، وأن ما تشهده المنطقة من متغيرات حادة وتهديدات مباشرة وغير مباشرة تستلزم التكامل والتعاون المشترك بين كافة الدول الشقيقة. لافتاً إلى أن هذه المناورة وبما فيها تكامل من إستراتيجي عربي، توجه رسالة لطهران بأن العرب قادرون على الردع ووقف التوغل الإيراني في الإقليم.
وبين أن توقيت المناورة يرتبط بتزايد الخطر الإيراني على دول المنطقة، وخصوصاً بعد أن امتدت أذرعتها العسكرية في سورية ولبنان والعراق واليمن والصومال بجانب تدخلها في شؤون دول الخليج.
وقال "العميد جبريل عبيد": إن حجم المناورة الكبير دليل اتفاق على مواجهة الإرهاب بجميع أشكاله وأنواعه، والتصدي له في مواطن تواجده، ومواجهة الدول الداعمة له، ومحاربتها بكل الوسائل الممكنة للحد من تماديها وتعدّيها على حقوق الشعوب العربية الإسلامية، مطالباً بضرورة استمرار تلك المناورات العسكرية بين الدول العربية والإسلامية لرفع كفاءتها القتالية. مؤكداً أن المملكة تعد من أوائل الدول وأكثرها نشاطاً في محاربة الإرهاب، وبذلت جهوداً كبيرة من أجل تكاتف الدول الإسلامية والعربية في مواجهة الإرهاب واقتلاع جذوره ليعم السلام والاستقرار دول المنطقة كافة.