تواصلت لليوم الثالث في اليمن العمليات العسكرية للتحالف والمقاومة الشعبية والجيش الوطني؛ رداً على خروقات الانقلابيين التي لم تتوقف طيلة أيام المشاورات في الكويت، والتي وصلت إلى 100 يوم، وانتهت بتصلب المليشيات ونكوصها عن التزاماتها السابقة ببحث الحلول السياسية على ضوء قرار مجلس الأمن ومخرجات الحوار الوطني وقبل ذلك المبادرة الخليجية.
وأكد المتحدث باسم التحالف العربي اللواء أحمد عسيري، أنه سيتم منع المليشيات من تحقيق أي مكاسب ميدانية أو سياسية؛ ليجدد "عسيري" -بنبرة صارمة- أنه لم تَعُد هناك حاجة لرفع تقارير بخروقات الانقلابيين إلى الأمم المتحدة؛ لأنه لم تعد هناك هدنة.
البداية هنا
كانت البداية حين وجّهت رئاسة أركان الجيش الوطني في اليمن، ألوية الجيش المقاومة بالردّ على أية خروقات من قِبَل الانقلابيين في كل الجبهات والقطاعات.
ففي محافظة الجوف اليمنية، انطلقت عملية عسكرية للجيش الوطني والمقاومة لاستكمال تحرير مناطق المحافظة والتوجه نحو منطقة حرف سفيان الاستراتيجية التي تفصل محافظة صعدة عن محافظة عمران المحاذية للعاصمة صنعاء.
عزل صعدة
وفي حال وصلت قوات الجيش الوطني والمقاومة إلى حرف سفيان ستكون محافظة صعدة التي تُعد معقلاً للانقلابيين، معزولة عن صنعاء وعمران، ومعرّضة لحصار من جهة حجة ميدي حرض على أيدي فصائل المقاومة والجيش الوطني هناك.
خطة دقيقة
والعملية العسكرية الحالية التي تتم بغطاء مكثف من قِبَل طيران التحالف العربي ترتكز على خطة دقيقة يتم فيها أولاً منع تقدم المليشيات الانقلابية وجيش المخلوع صالح في أي منطقة يمنية، وعدم تمكين الانقلابيين من تحقيق أي مكاسب ميدانية تستثمرها سياسياً، والجانب الآخر من الخطة تتجه نحو تحقيق سيطرة وتقدم ميداني في مناطق سيطرة الانقلابيين، وهذا ما يتم حالياً في نهم صنعاء والجوف أيضاً وتعز وحجة حرض وميدي.
الـ40 ساعة
وخلال الأربعين ساعة الأولى من عمر العملية العسكرية التي دشنها الرئيس عبدربه منصور هادي بتهديد ساخن، أكد فيها قرب نهاية المليشيات الانقلابية؛ كانت الحصيلة -حسب خبراء عسكريين وتقييم الجيش الوطني والمقاومة- نجاحاً قياسياً تَمَثّل في تحقيق بنك الأهداف بشكل قياسي؛ حيث تمت السيطرة على جبل المنارة الاستراتيجي في نهم ومناطق أخرى لا تقل أهمية في نهم صنعاء والجوف.
مخطط تعز
وفي محافظة تعز أفشل الجيش الوطني والمقاومة مخططاً للمليشيات الانقلابية كان يستهدف السيطرة على عدد من مناطق تعز الريفية المحاذية للجنوب وقطع خط الإمداد الوحيد الذي يربط تعز بعدن والجنوب بشكل عام؛ حيث كان هذا المخطط مقرراً أن تبدأه المليشيات قبل نهاية المشاورات بساعات، وتحركت آلياتها العسكرية عملياً على الأرض في أكثر من منطقة.
جدار صلب
وشكّل تنسيق التحالف مع المقاومة والجيش الوطني جداراً صلباً، مَنَع تقدم المليشيات ميدانياً؛ حيث توجّهت قوات من المقاومة إلى مناطق الصلو والتربة وحيفان؛ في حين تولى طيران التحالف كسر محاولات المليشيات التقدم في مديريات تعز الساحلية غرباً؛ وتحديداً في ذوباب وموزع والوازعية وصولاً إلى المخاء.
هجوم معاكس
وفي مناطق حرض وميدي، صعّد الجيش الوطني والتحالف عملياتهم العسكرية ضد مليشيات الحوثي صالح الانقلابية في هجوم معاكس؛ أسفر عن ردع محاولات الانقلابيين التقدم ميدانياً وكسر زحفهم وتكبيدهم خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، وقدرت مصادر في الجيش الوطني أن خسائر المليشيات الانقلابية في الجبهات المشتعلة، أكثر من 160 قتيلاً ونحو 300 جريح وعدد من الأسرى.
مواصلة التقدم
وتوقعت المصادر أن تُواصل وحدات الجيش الوطني تقدّمها نحو استكمال السيطرة على المناطق الاستراتيجية في نهم والجوف وميدي، وتحرك جبهات الوازعية الصبيحة، وفتح جبهات جديدة في مناطق أخرى ضمن عملية عسكرية واسعة مسنودة بطيران التحالف العربي.