تعز.. "محفوظ" عاد من الخارج ليرتمي في أحضان أمه فأنهى قناص حوثي حياته

أحدث ضحايا إرهاب المليشيا في جريمة مكررة بعد مقتل الطفلة "غانية شرف"
تعز.. "محفوظ" عاد من الخارج ليرتمي في أحضان أمه فأنهى قناص حوثي حياته
تم النشر في

قصة جديدة شاهدةٌ على إرهاب مليشيات الحوثي المدعومة من إيران باليمن؛ حيث أنهى قناص حوثي في تلال تعز، حياة المهندس "محفوظ" برصاصة غادرة أمام منزله.

المأساة هذه المرة راح ضحيتها المهندس الشاب "محفوظ دائل" العائد من خارج البلاد إلى أحضان أسرته في مدينة تعز، عاصمة البلاد الثقافية التي حوّلها الانقلابيون إلى مسرح مفتوح للموت وجرائم القناصة.

وفق "العين" الإخبارية، لم يُمضِ "دائل" كثيرًا من الأعوام على إكمال دراسة هندسة البترول في ماليزيا، حتى حصل على فرصة عمل في إحدى دول الخليج؛ لكن شوقه لأمه وطفلته ذات العامين دفعه لخوض غمار العودة لليمن الغارق في حرب الانقلاب الحوثي ليدفع ثمن ذلك روحه.

وروى مصدر محلي أن قناصًا للمليشيات الإرهابية استهدف برصاصة غادرة المهندس "محفوظ" أمام منزل أسرته الكائن في حارة "اليقين" ببلدة "عصيفرة" شمال مدينة تعز؛ مما أدى إلى مقتله على الفور.

ووفقًا للمصدر فإن الشاب "دائل" كان في زيارة خاطفة إلى أمه، للقائها بعد طول غياب، قبل أن يسقط مضرجًا بدمه برصاصة سددها قناص لمليشيات الحوثي يتحصن في تلة "حميدة" المطلة على الأحياء السكنية الشمالية من المدينة المحاصرة منذ 7 أعوام من قِبَل الانقلابيين.

وأشعلت صور "المهندس محفوظ" مواقع التواصل الاجتماعي واعتبرها نشطاء أحدث شاهد ضحايا جرائم القنص التي ترتكبها مليشيات الحوثي الإرهابية بحق المدنيين الأبرياء في مدينة تعز.

ولاقت الحادثة إدانات حقوقية واسعة، وأشارت منظمات معنية بحقوق الإنسان، إلى أن مقتل مهندس البترول "دائل" يأتي بُعَيْد أيام من جريمة مماثلة كانت ضحيتها طفلة تدعى "غانية شرف" (16 عامًا)؛ حيث اخترقت رصاصة قناص حوثي رقبتها، بالقرب من منزلها في بلدة "العشملة" في مديرية مقبنة غربي تعز.

وكتب شقيق "محفوظ" المحامي نبيل دائل، رثاء موجعًا في فقد أخيه، قائلًا: إن مليشيات الحوثي لم تقتل "شقيق روحي؛ لكنها قتلت الطموحات والآمال والمواهب".

وأشار في منشور على حسابه بموقع "فيسبوك"، إلى أن "جناية محفوظ الوحيدة أنه عاد يحمل شهادة عليا في مجال هندسة البترول، إلى بلد تذبحه المليشيات الحوثية من الوريد إلى الوريد".

وأضاف أن رصاصة غادرة حقيرة أطلقها قناص لمليشيات الحوثي أصابت قلب "محفوظ" وأودت بحياته وطوت صفحات أيامه، وهو الذي لم يكن يخوض المواجهات في الخطوط الأمامية؛ بل عائدًا إلى أمه متوشحًا بنور العلم.

ومنذ فرض الحصار الحوثي على مدينة تعز قبل 7 أعوام، نشرت المليشيات الإرهابية عشرات العناصر القناصة في مباني ومنشآت داخل الأحياء السكنية، خصوصًا التلال الجبلية المطلة شمالي وشرقي المدينة، وبعض القرى والمناطق الريفية للمحافظة.

ويتصدر ضحايا القناصة في مدينة تعز، قائمة جرائم مليشيات الحوثي، التي درجت على استخدام "القنص" كتكتيك مميت لنشر الرعب، ويصل إلى الاستهداف المتعمد لقتل الأطفال في الطرقات.

وسجل تقرير صادر عن "تحالف رصد"، وهو ائتلاف عريض من المنظمات المعنية بحقوق الإنسان، مقتل وإصابة 366 طفلًا تحت سن 17 عامًا برصاص قناصة مليشيات الحوثي منذ مارس 2015 وحتى أغسطس 2020 فقط.

وقال الناشط اليمني محمد الياسري: إن حقد مليشيات الحوثي وصل مداه في تعز؛ حيث لم تكتفِ بحربها الشعواء وفرض الحصار الخانق؛ لكنها تواصل ارتكاب جرائم القنص وقصف الأحياء السكنية بالقذائف عشوائيًّا.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن آلة القتل الحوثية ارتكبت كل الجرائم والفظائع، ولا تميز بين طفل وامرأة ومُسن أو حتى طبيب وطالب ومهندس، كان آخرها "محفوظ دائل"؛ حيث شاء قناص المليشيات أن يخطف روحه أمام أنظار أمه ويفطر قلبها وجعًا إلى الأبد.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org