رؤساء سابقون وسياسيون ومفتي أفيون.. 1636 مرشحاً للرئاسة الإيرانية

رؤساء سابقون وسياسيون ومفتي أفيون.. 1636 مرشحاً للرئاسة الإيرانية

بينهم 137 سيدة ورجال دين معتدلون ومتطرفون.. "سبق" تستعرض التفاصيل
تم النشر في

بدأ مجلس صيانة الدستور الإيراني أمس ولمدة خمسة أيام مراجعة ملفات 1636 مرشحاً بينهم 137 سيدة تقدموا بطلبات ترشحهم لكرسي الرئاسة الإيرانية خلال الأربع سنوات المقبلة، إذ ستعلن وزارة الداخلية الإيرانية في 26 و27 أبريل الجاري، أسماء المرشحين المقبولين، ومن ثم تبدأ الدعاية الانتخابية من 28 من نفس الشهر حتى 17 مايو المقبل.

وشهد سباق الرئاسة الإيرانية إثارةً كبيرة للجدل بدخول شخصيات سياسية معروفة ورجال دين معتدلون ومتطرفون بعضهم وعد بإعطاء الشعب حرية تعاطي الأفيون إن نجح في ذلك السباق، وشخصيات أخرى غريبة أحدهم يحمل كفناً معه خلال عملية التسجيل !

فيما انتقد عدد من الشخصيات الإيرانية من بينهم المرجع الديني المقرب من النظام الإيراني ناصر مكارم الشيرازي ما وصف بسوء إدارة وزارة الداخلية والمسؤولين في النظام لعملية استقبال المرشحين للانتخابات، حتى إن السفير الإيراني في لندن، والمفاوض النووي السابق، حميد بعيدي نجاد، قد كتب عبر حسابه في "إنستغرام"، قائلاً: "ليس هناك بلد في العالم يتم فيه تسفيه ساحة الترشيح للانتخابات الرئاسية إلى هذا الحد كما في إيران".

وتستعرض "سبق" في هذا التقرير بعض الشخصيات المرشحة المحتمل دخولها في غمار الانتخابات الإيرانية مالم يتم استبعادها من مجلس صيانة الدستور بعد مراجعة أوراق المرشحين، إذ منع المجلس في السابق شخصيات مؤثرة من الترشح للانتخابات الرئاسية 

" روحاني"

يواجه الرئيس الإيراني الحالي حسن روحاني، تحديات كبيرة للفوز بفترة انتخابية ثانية خلال الأربع سنوات المقبلة، مع تصاعد وتيرة الصراع والتهم المتبادلة حول ملفات الفساد الكبيرة في أجهزة الدولة ومؤسسات النظام، بين حكومة روحاني وأقطاب التيار المحافظ المقربين من المرشد الأعلى، علي خامنئي، بعد أن هدد " التيار " بسحب الثقة عنه في مجلس صيانة الدستور.

ويرى مراقبون أن عدم إيفاء روحاني بوعوده حول الحريات وإطلاق سراح السجناء السياسيين ورفع الإقامة الجبرية عن زعماء الحركة الخضراء قد أضعف حظوظه وقلص من شعبيته بالداخل، كما أن منافسيه يعتبرون أنه فشل في إجراء بنود الاتفاق النووي مع الغرب نظراً لعدم رفع العقوبات الدولية بشكل كلي وتمديد العقوبات الأمريكية لعشر سنوات.

"نجاد"

يطمح الرئيس "نجاد" للعودة مرةً ثالثة لسدة الرئاسة الإيرانية وهو الرئيس السادس لجمهورية إيران الإسلامية، بعد أن تولى مهامه في 3 أغسطس 2005 وأعيد انتخابه في 12 يونيو 2009 على حساب منافسه مير حسين موسوي، في انتخابات أثارت الجدل داخليا، وبقي في الرئاسة حتى 15 يونيو 2013.

ويواجه " نجاد " تحديات كبيرة بعد أن شهدت فترة حكمه أزمات داخلية كبيرة على الصعيد الاقتصادي وأزمات خارجية على صعيد علاقاته مع دول العالم، وخاصة الدول الغربية.

وأثار عزم " نجاد" الترشح عديداً من وكالات الأنباء العالمية ومراقبي الشأن الإيراني إذ وصف ذلك بأنه تحد لسلطة المرشد الأعلى علي خامنئي، الذي أمره بألا يخوض السباق. إلا أنه برر فور تسجيل اسمه قائلاً: "إن المرشد الأعلى نصحني بعدم المشاركة في الانتخابات وقبلت ذلك.. أنا ملتزم بوعدي. إن تسجيل ترشيحي يهدف فقط إلى دعم ترشيح نائبي السابق حميد بقائي".

" نائب نجاد "

أعلن حميد بقائي وهو من شغل منصب نائب رئيس الجمهورية الإيرانية خلال فترة تنصيب الرئيس السابق احمدي نجاد في بيان بأنه مرشح "مستقل"، وأنه لا يمثل تيار المحافظين ولا الإصلاحيين، وهو ما اعتبره البعض تهوراً خصوصاً وأن الدستور الإيراني ينص على أن أي مرشح يجب عليه نيل الضوء الأخضر من مجلس صيانة الدستور الذي يسيطر عليه المحافظون.

وكان حميد بقائي قد أوقف في يونيو 2015 في السجن بعد انتهاء مهامه كنائب لرئيس الجمهورية وأمضي سبعة أشهر رهن الاعتقال قبل الإفراج عنه، دون الكشف عن أسباب الاعتقال، الأمر الذي قد يؤثر على حظوظه في حال كشفت ملفات اعتقاله قبل خوضه في إجراءات حملته الانتخابية خصوصاً وأن فترة حكم نجاد قد شهدت العديد من الأزمات الداخلية والخارجية

أبراهيم رئيسي

يعتبر رئيسي - 57 عاماً - من أخطر المنافسين للرئيس الحالي روحاني في سباق الانتخابات الإيرانية، فهو شخصية تقع في منتصف التسلسل القيادي للسلطة الدينية في إيران الشيعية، فقد كان نائبا لرئيس السلطة القضائية لعشر سنوات قبل أن يعين في 2014 مدعيا عاما لإيران.

ويحظى " رئيسي " بثقة المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، إذ عينه الأخير في 2016 رئيسا لمنظمة "آستان قدس رضوي"، المسؤولة عن مؤسسة دينية ميزانيتها مليارات الدولارات تدير التبرعات لضريحهم المقدس في مدينة مشهد، وتملك 36 شركة ومعهدا مدرجا في قائمة على موقعها الإلكتروني، من مناجم ومصانع نسيج ومصنعا للأدوية، بل وشركة نفط وغاز كبرى.

ويرى "رئيسي" أن الخطوة الأولى لحل المشكلات الاقتصادية الإيرانية هي تغيير القيادة، مطالبا الناخبين بأن يدعموا حكومة تتسم "بالكفاءة والمعرفة" تحت قيادته، مستفيداً من انتقاد المحافظين لسجل روحاني، في أن الرئيس راهن بشدة على التقارب مع الأعداء ولم يفعل شيئا يذكر في الداخل لتحسين الاقتصاد.

وانتقد رئيسي فور ترشحه الأداء الاقتصادي للإدارة الحالية، في ظل رئاسة روحاني، متهما إياه بالمحاولات للتقارب مع الغرب.

" رفسنجاني "

شغل محمد رفسنجاني شقيق الرئيس الإيراني الراحل أكبر هاشمي رفسنجاني، المولود العام 1942 عدة مناصب مهمة في السابق من بينها مساعد وزير الزراعة، مساعد رئيس الوزراء، وزير الخارجية بالوكالة، رئيس الإذاعة والتلفزيون الرسمي الإيراني، نائب وزير الشؤون الخارجية، نائب المدير التنفيذي لرئيس الجمهورية، عضو في مجمع تشخيص مصلحة النظام، ومدير مكتب رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام.

ويتوقع مراقبون أن ترشح رفسنجاني ليس إلا دعماً للرئيس الحالي روحاني رغم تصريحاته الصحفية بانه سينافس في الانتخابات مهما كانت الظروف، ورده على سؤال إن كان سينسحب لصالح روحاني، إذ اعتبر هاشمي أن الأمر ما زال مبكرا، وهو ينتظر حتى تكتمل صورة المنافسة، مؤكداً أنه سيبقى مرتبطاً بالقانون.

" مفتي الأفيون "

ومن أطرف المرشحين لسباق الرئاسة رجل دين يدعى أبو القاسم خاكي، من محافظة يزد، دعا إلى حرية تعاطي مخدر الأفيون، إذ قال في مؤتمر صحافي" إن تعاطي المخدرات وخصوصاً الأفيون ليس محرماً، وعندما أفوز برئاسة الجمهورية سأعطي حرية تعاطي هذه المادة بشكل علني ومن دون مضايقات".

وبرر خاكي إثارته الجدل بهذا التصريح قائلاً: "عندما نسمح بتعاطي مادة الأفيون فسوف تنتهي حالات الإعدام وتتراجع حالات الطلاق في البلاد، وقبل الثورة لم تكن لدينا مشكلة كحالات الطلاق".

إلى هذا شهدت مرحلة الترشح تقدم عدد من الشخصيات السياسية والذي يتوقع أن تكون أقل حظوظا من سابقيها مثل علي رضا زاكاني عضو مجلس الشورى الإسلامي سابقا، ومحمد غرضي الوزير الأسبق للاتصالات والنفط، ومصطفى هاشمي طبا الوزير الأسبق للصناعة.

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org