في محاولة لتوسيع وجوده البحري في المياه الحيوية لإمدادات الطاقة العالمية، بدأ الحرس الثوري الإيراني على ما يبدو ببناء سفينة دعم جديدة ضخمة بالقرب من مضيق هرمز الاستراتيجي، بحسب ما أظهرت صور للأقمار الصناعية.
فقد أظهرت صورة عالية الدقة، أن السفينة "شهيد مهدوي" لا تزال في حوض بناء السفن، وبجوارها مباشرة، إحدى الغواصات الإيرانية الهجومية من "طراز كيلو" التي تعمل بالديزل، تخضع لعملية إصلاح شامل، بحسب ما نقلت "أسوشييتد برس" اليوم الجمعة.
ومع انتشار صورة السفينة "شهيد مهدوي" على الإنترنت، نشرت وكالة أنباء فارس، القريبة من الحرس الثوري، أنها "مدينة بحرية متنقلة" قادرة على "ضمان أمن الخطوط التجارية الإيرانية، وكذلك حقوق البحارة والصيادين الإيرانيين في أعالي البحار"، وفق تعبيرها.
ويهدف هذا التحرك إلى توفير قاعدة كبيرة وعائمة يمكن من خلالها تشغيل قوارب سريعة صغيرة تابعة للحرس نفذت في السابق انتهاكات واعتداءات بحرية، كما يمكنها أن تسهل أي مواجهة بين تلك الزوارق والسفن الأمريكية أو غيرها من تلك التابعة لقوات أخرى متحالفة معها.
وتعليقاً على ذلك، أوضح فرزين نديمي، الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى الذي يدرس الجيش الإيراني ، أن "شهيد مهدوي" تبدو تحديث لسفينة الشحن الإيرانية "سارفين"، حيث لهما نفس الهيكل والمنحنى.
وقال مايكل كونيل، الخبير في الشؤون الإيرانية بمركز التحليلات البحرية ومقره فرجينيا: "يبدو أن شهيد مهدوي ستكون قاعدة انطلاق أمامية، على غرار السفينة الأمريكية "بولر" التي شهد الجيش الإيراني فائدتها كمنصة للحرب الاستكشافية وإبراز القوة في ما مضى"، بحسب "العربية.نت".
في المقابل، رفض تيموثي هوكينز، المتحدث باسم الأسطول الخامس الأمريكي، التعليق حول تلك السفينة، قائلاً: "حريصون على عدم مناقشة الأمور المتعلقة بالاستخبارات".
في حين تأتي تلك الخطوة الإيرانية بعد سلسلة من النكسات لكل من الحرس والبحرية الإيرانية، بما في ذلك خسارة أكبر سفنها الحربية قبل أقل من عام، وبالتزامن مع تعثر المفاوضات بشأن الاتفاق النووي مع القوى العالمية أيضًا.
يشار إلى أن سلسلة هجمات على ناقلات نفط أجنبية وقعت عامي 2019 و2020، لاسيما في مضيق هرمز، ألقت خلالها البحرية الأمريكية باللوم على طهران، فيما نفت الأخيرة أي دور لها.
ولطالما اتهمت الولايات المتحدة وعدة دول أخرى طهران بتهديد أمن الملاحة البحرية العالمية، عبر تحركات الحرس الثوري وزوارقه في البحر، فضلا عن بعض الميليشيات التي تدور في فلكه بالمنطقة.