مسلسل حرق حلب يسفر عن 92 قتيلاً.. والمليشيات الشيعية تستعد لاقتحامها

روسيا المجرمة تواصل حرق حلب.. صواريخ لأول مرة وحرق للأبنية بمن فيها
مسلسل حرق حلب يسفر عن 92 قتيلاً.. والمليشيات الشيعية تستعد لاقتحامها
تم النشر في

شنت طائرات حربية روسية ضربات جوية مدمرة على الأحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في حلب أمس الجمعة، بعد أن أعلن الجيش السوري المدعوم من روسيا هجومًا للسيطرة الكاملة على كبرى مدن سوريا؛ الأمر الذي بدد أي أمل في إنعاش وقف لإطلاق النار.

وأظهرت مقاطع مصوَّرة، قام سكان بتصويرها، فتاة صغيرة تصرخ، بينما يحفر رجال الإنقاذ بهمة وسط الأنقاض؛ لينتشلوها حية.

وأظهر مقطع آخر رجال الإنقاذ يستخرجون رضيعًا بأيديهم من بين الأنقاض وهم يرددون "الله أكبر"، ولم تظهر علامات للحياة على الطفل بين أيدي رجال الإنقاذ وهم يسارعون بنقله.

وربما يمثل الانهيار الواضح لجهود صنع السلام التي تدعمها الولايات المتحدة نقطة تحوُّل في الحرب الأهلية المستمرة منذ خمسة أعوام، مع تصميم الحكومة وحلفائها الروس والإيرانيين الآن - على ما يبدو - على سحق المعارضة في أكبر معاقلها الحضرية.

وقال خبير الأشعة محمد أبو رجب لـ"رويترز": "هل يمكنك سماعها؟ الصواريخ تصيب الحي الآن، يمكننا سماع الطائرات الآن، الطائرات لا تغادر السماء، طائرات هليكوبتر وبراميل متفجرة وطائرات حربية".

وقال مدير مستشفى في حلب، يدعى حمزة الخطيب، لـ"رويترز": "إن عدد قتلى القصف الذي تعرضت له المناطق الخاضعة للمعارضة في شرق المدينة يوم الجمعة بلغ 91".

وأوضحت هيئة الدفاع المدني التي تعمل في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب إن 40 مبنى دُمّر.

وذكر مدير الدفاع المدني عمار السلمو أن عمال الإنقاذ أنفسهم استُهدفوا مع تعرُّض ثلاثة مراكز من أصل أربعة في حلب للقصف.

وقال لـ"رويترز": "ما يحدث الآن إبادة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وإن القصف يوم الجمعة أعنف، وشارك فيه عدد أكبر من الطائرات".

وجاء القصف الروسي بعدما أعلن الجيش السوري ليل الخميس أنه شرع في عملية لاستعادة القطاع الذي تسيطر عليه المعارضة من المدينة. ويخشى دبلوماسيون غربيون من حمام دم إذا شنت الحكومة هجومًا واسع النطاق لاستعادة المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة؛ إذ لا يزال 250 ألف شخص محاصرين.

وقال دبلوماسي غربي: السبيل الوحيد للسيطرة على شرق حلب هو من خلال مثل هذه الفظائع الوحشية التي سيظل صداها يتردد لأجيال. ستكون شيئًا يظل مذكورًا في التاريخ.

ولم يترك القصف المكثف مجالاً للشك في أن الحكومة السورية وحليفتها روسيا تجاهلتا مناشدة من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لوقف الطلعات الجوية؛ من أجل إحياء وقف إطلاق النار الذي استمر أسبوعًا قبل أن ينهار يوم الاثنين.


هجوم شامل

أعلن الجيش السوري في بيان في وقت متأخر مساء الخميس بدء عملياته في أحياء شرق حلب، ودعا الناس إلى الابتعاد عن مقار ومواقع "العصابات الإرهابية المسلحة".

وقال مصدر عسكري يوم الجمعة إن الهجوم سيكون "شاملاً"، وسيشمل هجومًا بريًّا. وقال إن الهجمات الجوية والمدفعية التحضيرية قد تستمر "لفترة من الزمن".

وقال العديد من السكان إن الانفجارات التي وقعت كانت أشد كثيرًا من أي انفجارات ضربت المنطقة من قبل؛ ما أحدث فجوات أكبر في الأرض، وأسقط مباني بأكملها.

وتزامن إعلان الجيش السوري الهجوم مع اجتماعات دولية بشأن سوريا في نيويورك في أحدث جهود دبلوماسية رامية إلى إحياء الهدنة، التي توسطت فيها الولايات المتحدة وروسيا في التاسع من سبتمبر/ أيلول.

وكان انهيار الهدنة هو نفس مصير جميع الجهود السابقة لإنهاء الحرب المستمرة منذ خمسة أعوام ونصف العام، التي قُتل فيها مئات الآلاف من السوريين. وقد يكون انهيار الهدنة آخر محاولة لتحقيق انفراجة في مساعي السلام قبل أن يترك الرئيس الأمريكي باراك أوباما منصبه.

وشددت الحكومة السورية المدعومة بالقوة الجوية الروسية والفصائل الشيعية المدعومة من إيران قبضتها حول المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب هذا العام، وحققت هذا الصيف هدفًا طال انتظاره، هو تطويق المنطقة بالكامل.

وتسيطر الحكومة بالفعل على النصف الغربي للمدينة؛ إذ فر عدد أقل من الناس. وقبل الحرب كان يقطن المدينة نحو ثلاثة ملايين نسمة، وكانت المركز الاقتصادي لسوريا.

وقال زكريا ملاحفجي، وهو مسؤول بأحد فصائل المعارضة الرئيسية في حلب، ويقيم في تركيا: إن الجيش قام بمحاولات للتقدم في العديد من الأحياء، لكن قوات المعارضة صدته.

وفي الأمم المتحدة أخفقت الولايات المتحدة وروسيا يوم الخميس في التوصل لاتفاق لإحياء وقف إطلاق النار خلال ما وصفه ستافان دي ميستورا، مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، بأنه اجتماع "مطول وشاق ومخيب للآمال".

وضغطت دول غربية في الاجتماع لوقف تحليق الطائرات في أنحاء سوريا باستثناء المناطق التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية، لكن روسيا ترفض الطلب.

ويبقى الأسد على تحديه؛ إذ قال يوم الخميس إنه يتوقع أن يمتد الصراع ما دام جزءًا من صراع عالمي، تقاتله فيه جماعات مدعومة من السعودية وقطر وتركيا والولايات المتحدة. 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org