اختلفتُ مع مجموعة من محبي الحوار والنقاشات الهادفة حول شرح مفهوم (المحزم المليان). كل واحد منا فسّر بطريقته الخاصة سمات وخصائص شخصية مَن يسمى بتلك التسمية.
أحد الأحبة فصّل كثيرًا في (المحزم المليان) من حيث الشكل والطول، والشنب، وطريقة لبس الشماغ، ومستوى النظافة، ونوعية السيارة، وما يضعه تحت المرتبة..! والمهارات التي يجيدها، ونبرة الصوت، وطريقة إقناعه للآخرين، وأهم العبارات التي يستخدمها حينما يحلف بغير الله..!
وصل الدور عندي لتحديد الهوية والرسالة والرؤية والقيم التي تضع (المحزم المليان) في الإطار المناسب للمرحلة الحالية والمستقبلية، وكيف يمكن أن يكون نموذجًا يُحتذى به، ويقتدي بسلوكياته وتصرفاته وطريقة تفكيره كل من الجيل الحالي والقادم.
رسالة (المحزم المليان): أعملُ بإخلاص، وأعيشُ بسعادة، وغايتي من كل أقوالي وأفعالي أن يرضى الله عني. أما رؤيته فهي أن يكون قدوة في كل ممارساته اليومية، ونموذجًا عالميًّا، يتعلم منه ويستشهد به الجميع.
قيم (المحزم المليان) الفعلي والحقيقي هي الشعور بالمسؤولية، والصدق والإخلاص، وحب الخير للجميع، والوضوح الإيجابي والواقعي في حياته.
أجمل ما في المواطن السعودي محبته لكل قيمة ترفع من شأنه وشأن وطنه.. استعداده الفطري للمساعدة والفزعة، ومد يد العون لمن يعرف ومن لا يعرف.. وقد ظهر ذلك في المسميات المحفزة التي تنتشر بين الناس من أجل تعزيز قيمة مهمة تفيد الجميع.
سمعنا عن (الكفو والنشمي والونعم والمطلق وصليب الراس وأحمر العين والمحزم المليان).. وغيرها من المسميات التي فيها دعوة مباشرة لفعل الجميل، وترك كل قبيح.
وعلى الرغم من المعاني السامية التي تحملها المسميات أعلاه إلا أن الإنسان الواعي يخشى أن يتم شرحها بأسلوب غير سوي، وتقبُّلها واكتسابها وتطبيقها بطريقة تجعلها مضرة ومسيئة للإنسان نفسه ولكل من حوله؛ لذلك أحببت من خلال هذا المقال أن أشرح تلك المعاني، وماذا نتوقع نحن المجتمع من الشخص الذي ينوي أن يكون من أهل المسميات السابقة.