مع كل صباح وكل مساء يعيش سالكو طريق الحمادة - الرابط بين شقراء وسدير والمجمعة - في وجل وفزع، خوفاً من مزيد من الفواجع والمآسي والأحزان، والسبب ضيق الطريق وتآكل أرصفته، حتى أضحى يحصد الأرواح البريئة بشكل متكرر ومتواصل، وفي السنوات الأخيرة ازدادت خطورته بعد تعثر توسعته وتوقف العمل فيه، حيث أصبحت حفر أرصفته و"عبّاراته" المكسرة إضافة للحواجز التي على جنباته تتربص بالأرواح والمركبات على حد سواء.
وعلى الرغم من تكرار المناشدات مرة تلو أخرى، عن خطر الطريق وحوادثه المميتة، فلا يزال الحال على وضعه دون علاج، وكأن الأرواح باتت رخيصة لا تحرك الجهات المسؤولة عن الطريق.
"سبق" تابعت خطورة الطريق، وتهديده للأرواح خلال الأعوام السابقة أولاً بأول، ونشرت عن تقارير الجهات ذات العلاقة وتوجيهاتها حيال الطريق، كما نشرت عن تفاعل الجهات المسؤولة عن الطريق مع تلك المناشدات في حينه.
تقرير "سبق" عن خطورة الطريق قبل ٦ سنوات
نشرت "سبق" عن خطورة الطريق في ٢٤ محرم من العام ١٤٣٧، تحت عنوان ( يربط بين إقليميْ الوشم وسدير.. ضيق وتآكل أرصفة وأهالٍ يناشدون.. شاهد: "طريق الحمادة" بشقراء.. 40 عاماً وحصد الأرواح مستمر)
وأشارت في التقرير إلى أنه لا يزال طريق الحمادة بمحافظة شقراء الذي مضى على إنشائه 40 عاماً، يحصد الأرواح جراء كثرة الحوادث التي تقع ووقعت فيه؛ حيث الطريق ضيق ويفتقر لوجود أكتاف وأرصفة؛ برغم كثرة سالكيه وربطه لإقليم الوشم وإقليم سدير، وعدد من مراكز محافظة شقراء.
وقالت: منذ إنشاء الطريق قبل 40 عاماً لم يتم تحسينه أو توسعته، وبقي طريقاً ضيقاً مزدحماً حاصداً للأرواح؛ فهو طريق ضيق وغير مزدوج، ويربط بين إقليم سدير وإقليم شقراء والمراكز التابعة لهما، كما يربط بين محافظة شقراء ومراكزها، ويخدم: (مركز الحريق، ومركز الجريفة، ومركز حاضرة الداهنة، ومركز بادية الداهنة، ومركز الصوح)، ويربط كذلك بين هذه المراكز وبين مركز المشاش ومركز القصب.
وأكدت أن الطريق أصبح في الآونة الأخيرة مقصداً للشاحنات المحملة بالبضائع ليلاً ونهاراً؛ بسبب تهرُّب عددٍ من الشاحنات من نقاط الميزان التي تتواجد على الطرق الأخرى؛ كطريق "الرياض- المجمعة- القصيم"؛ ما زاد من معاناة سالكيه.
إدارة المرور: طريق خطر وبأكتاف متآكلة
بعد تقرير "سبق" عن خطورة الطريق، وقفت إدارة المرور بشقراء على الطريق الضيق، وأكدت خطورته وتآكل أكتافه، ونشرت " سبق" بتاريخ ٢٤ شوال ١٤٣٩ عن تقرير المرور حيال الطريق، تحت عنوان ( قالت في تقريرها: ذو مسار واحد وضيق ويفتقر لوجود أكتاف على جنباته تأكيداً لـ"سبق"..مرور شقراء تخاطب النقل وتوضح: "طريق حمادة "خطر).
وجاء في التقرير - حينها - أن "سبق" علمت بأن إدارة مرور شقراء قامت بالشخوص على طريق الحمادة الممتد من "طريق شقراء القصب الرياض " والمنتهي في "طريق أشيقر الداهنة المجمعة" بالقرب من مركز الجريفة، وخاطبت وزارة النقل بعدة ملاحظات على الطريق.
وأكدت إدارة المرور أن الطريق ذو مسار واحد وضيق ويشكل خطورة على سالكيه، وأنه يفتقر لوجود أكتاف على جنباته للتوقف المفاجئ للمركبات".
النقل تتفاعل مع "سبق" وتعتمد توسعة الطريق قبل ٤ سنوات
تفاعلت وزارة النقل مع تقارير "سبق" التي ناشدت بإيجاد حلول للطريق وإزالة خطورته واعتمدت توسعة الطريق قبل ٤ سنوات، ونشرت "سبق" في شهر شوال ١٤٣٩ تحت عنوان (كشط الطريق وتأمينه بأكتاف جانبية.. والبدء خلال أسبوعين.. تفاعلاً مع "سبق".. "النقل" تعتمد توسعة وسفلتة طريق الحمادة بشقراء)
حفر الأرصفة وتكسير العبَّارات تهددان الأرواح والمركبات
ما إن بدأ المقاول المتعهد بتوسعة الطريق الذي لا يتجاوز طوله كيلو مترات معدودة إلا وتوقف العمل في الطريق، ليترك الطريق بوضع يشكل خطورة أشد وتهديداً أعظم للأرواح والمركبات، كون المقاول قام بإزالة رصيف الطريق لأجل أن يعيد رصفه وسفلتته إلا أنه ترك الرصيف حفراً عميقة وخطرة، وملاصقة للطريق، ومع ضيق الطريق تكاد المركبات تقع في الرصيف المزال والذي تحول لحفر عميقة.
كما أن الحواجز البلاستيكية على جنبات الطريق زادت الطريق ضيقاً مع ضيقه السابق، لاسيما أن المقاول لم ينجز مرحلة ثم ينتقل للأخرى، بل يعمل في مسافات طويلة دون إنجاز، ثم توقف العمل في الطريق بعد تعثره وبقيت تلك الحواجز على جنبات الطريق تضاعف من خطورته.
إضافة إلى ذلك كله، الطريق تتخلله عبارات كثيرة، وبعد سفلتة جزء من رصيف الطريق أصبحت العبارات تشكل خطراً على سالكي الطريق؛ إذ الرصيف المسفلت ينتهي عند فوهة كل عبارة، ما جعل المقاول يكتفي بوضع حواجز بلاستيكية عند كل عبارة دون تكملة إصلاح العبارات المكسرة.
ولم تتوقف الخطورة عند هذا فحسب، حيث قام المقاول بتكسير فوهات العبارات التي لم تصلها الردمية بعد، ووضع على تلك العبارات سواتر وحواجز تضيق الطريق، إضافة لخطورة فوهات العبارات المكسرة؛ إذ ظلت مصيدة تتربص بالمركبات السالكة للطريق.
"النقل": الطريق متعثر وجار ترسيته وتكملته
"سبق" بدورها تواصلت مع وزارة النقل والخدمات اللوجستية وطرحت خطورة طريق الحمادة وتعثره، كما طرحت عليها تضاعف خطورة الطريق بعد توقف المقاول عن العمل فيه وترك الطريق في وضع سيئ ومزرٍ؛ كون المقاول قام بإزالة رصيف الطريق لأجل أن يعيد رصفه وسفلتته إلا أنه ترك الرصيف حفراً عميقة وخطرة، وملاصقة للطريق، ومع ضيق الطريق تكاد المركبات تقع في الرصيف المزال والذي تحول لحفر عميقة، إضافة لخطورة العبارات المكسرة على جنباته.
وقال متحدث وزارة النقل والخدمات اللوجستية عبدالعزيز العتيبي: تعقيباً على استفساركم بشأن طريق الحمادة الذي يربط محافظتي الوشم وشقراء، بمحافظتي سدير والمجمعة، والمناشدات والمطالبات المستمرة بتوسعة الطريق، عليه نوضح لكم بأن وزارة النقل والخدمات اللوجستية قد قامت بإدراج الطريق المذكور ضمن خطتها لتوسعة جميع الطرق القديمة التي ليس لها أكتاف إسفلتية، ورفع كفاءتها وتحسين مستوى السلامة على الطرق، حيث تم إبلاغ المقاول بمباشرة تنفيذ الأعمال المطلوبة على الطريق، إلا أنه تأخر في إنجازها.
وأضاف: "تم البدء في اتخاذ الإجراءات النظامية مع المقاول، حيث تم إحالة المشروع للسحب، وجار استكمال الإجراءات النظامية بسحب الأعمال من المقاول، وتنفيذها على حسابه، وسيتم ترسية المشروع في أقرب وقت فور الانتهاء من استكمال الإجراءات".
وتابع: "تؤكد وزارة النقل والخدمات اللوجستية عزمها على تنفيذ كافة المشاريع وفق الجدول الزمني المعتمد، وسعيها في الارتقاء بالخدمات المقدمة وتحسين جودة الطرق، حيث تستهدف الإستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية الوصول للمركز السادس عالمياً في مؤشر جودة الطرق بحلول عام ٢٠٣٠، مع مواصلة خفض الوفيات على الطرق للحد الأدنى أسوة بأفضل التجارب العالمية".