حذرت أكبر 10 شركات طيران أمريكية، من أن تشغيل شبكات الجيل الخامس، للهواتف المحمولة، والتي ينتظر تشغيلها الأربعاء، سوف يسبب "تخريبًا ضخمًا" لرحلاتها، وفقا للإذاعة البريطانية بي بي سي.
وتفصيلاً، أشارت هذه الشركات إلى أن تشغيل الخدمة، سوف يسبب "مصيبة اقتصادية يمكن تفاديها بشكل كامل".
وتخشى شركات الطيران، من تداخل إشارات شبكات الجيل الخامس 5G، التي تستخدم حيز التردد "سي" لموجات الراديو، مع موجات التردد المستخدمة في أجهزة الملاحة الجوية، خصوصًا أثناء الظروف الجوية السيئة.
وجاء ذلك في رسالة مشتركة أرسلتها هذه الشركات، لهيئة الطيران الاتحادي الأمريكية، حيث جاء في الخطاب "نحن بحاجة ماسة إلى تدخل عاجل، لتجنب خلل عملياتي قد يؤثر على المسافرين، وسلاسل الشحن وإمدادات الأدوية والمنتجات الطبية، بما فيها اللقاحات".
وذكرت الإذاعة البريطانية أنها اطلعت على الرسالة الموجهة لعددٍ من المسؤولين منهم وزير النقل، بيت باتيغيغ، ورئيس هيئة الطيران الاتحادي الأمريكية، مشيرة إلى أن مفاوضات تجري حاليًا على أعلى مستوى في الإدارة الأمريكية، بخصوص ما وصف بأنه "موقف شديد التعقيد".
وتطالب شركات الطيران بإبعاد شبكات الجيل الخامس لنحو "ثلاثة كيلومترات، عن مدارج المطارات التي ستتأثر بها، حسب ضوابط أصدرتها هيئة الطيران الاتحادي" قبل تدشين الخدمة الأربعاء.
وجاء في الخطاب "نطالب هيئة الطيران الاتحادي، بتحديد مواقع الأبراج الخاصة بشبكة الجيل الخامس، القريبة من المطارات، والمدارج، والتي ستكون بحاجة إلى النقل لمسافة أبعد، لتأمين السلامة للركاب، وتجنب تخريب الرحلات".وكانت شركتا "إيرباص" و"بوينغ" قد حذرتا من مخاطر الشبكة على رحلات الطيران قبل أسابيع في بيان مشترك نادر.
وقالت الشركات العشر في رسالتها، إن "شركات تصنيع الطائرات أعلمتنا بأن جزءًا كبيرًا من أسطول الطيران العامل حاليًا، قد يصبح خارج الخدمة".
وواصلت "إضافة لهذه الفوضى على المستوى المحلي، يمكن لنقص الطائرات التأثير على الرحلات، وترك عشرات الآلاف من الأمريكيين، عالقين في مختلف دول العالم".
وأعلنت هيئة الطيران الاتحادي الأمريكية، التي تشرف على سلامة رحلات الطيران والنقل الجوي، في الولايات المتحدة، أن "نحو 45 في المائة من أسطول النقل التجاري الأمريكي، سيضطر إلى إجراء عمليات الهبوط إلى المدارج وسط ظروف رؤية ضعيفة، في المطارات التي تجاورها أبراج شبكات الجيل الخامس".
وأضافت الهيئة أنها رخصت بتركيب "جهازي اتصال بشبكات الراديو، لتحديد الارتفاع، في عددٍ من طائرات شركتي بوينغ، وإيرباص، لكن على الرغم من ذلك قد تتأثر بعض الرحلات في بعض المطارات".
وأشارت الهيئة إلى أنها ستبقى على تواصل مع الشركات المصنعة للطائرات، لمعرفة كيفية عمل آلات تحديد الارتفاع، والمواقع، خلال الرحلات، وكيفية تجنب تأثرها بشبكات الجيل الخامس.
واستثمرت شركات الاتصالات الأمريكية مليارات الدولارات في تطوير شبكات خدمات المحمول، والإنترنت، المتوافقة مع الجيل الخامس، الذي يتسم بسرعة أعلى، واتصال أوسع.
وتأخر عمل الشبكة عدة مرات، بسبب المخاوف التي أثارتها شركات الطيران، وبالتالي أجل تدشين شبكات الجيل الخامس، من نهاية العام الماضي، إلى مطلع الشهر الجاري، ثم مرة أخرى إلى الأربعاء، وقد يؤجل مرة أخرى.
وكان الاتحاد التجاري لقطاع الاتصالات اللاسلكية في الولايات المتحدة - المعروف باسم CTIA - قد قال إن شبكات الجيل الخامس آمنة، متهمًا قطاع الطيران بإثارة مخاوف وتشويه حقائق.
وقالت المديرة التنفيذية للاتحاد، ميرديث أتويل بيكر، الشهر الماضي في تدوينة إن: "التأخير سوف يسبب ضررًا حقيقيًا. تأجيل الطرح سنة واحدة سيسبب خسارة قدرها 50 مليار دولار في النمو الاقتصادي، في وقت يتعافى فيه بلدنا من آثار الجائحة".