"الذباب الإلكتروني".. وسيلة قطر لإشعال الفتن وتشويه سمعة المملكة

يديرها رجال النظام وتعتمد على إستراتيجية الإلهاء وتسحب أموالاً طائلة
"الذباب الإلكتروني".. وسيلة قطر لإشعال الفتن وتشويه سمعة المملكة

تعمل قطر منذ زمن على شق الصف العربي والخليجي سواء من خلال المؤامرات أو عبر دعم التنظيمات والجماعات الإرهابية، والمعارضة المناوئة للأنظمة، وقد بذلت في سبيل ذلك أموالاً طائلة، وسلكت كل الطرق الممكنة، وكان من بين ما استخدمته الدوحة "الذباب الإلكتروني" لدعم حروبها الإعلامية القذرة.

وعمل "الذباب الإلكتروني" القطري منذ اليوم الأول على الطعن والتشهير بدول المقاطعة العربية، التي اتخذت قرار المقاطعة بعد أن ضاقت ذرعاً بسياسات الدوحة الداعمة للإرهاب، والمناوئة للاستقرار، وكانت المملكة من بين أكثر الدول التي عانت من إزعاج ذباب الدوحة وطنينه على شبكة الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.

ما هو "الذباب الإلكتروني"؟

يُعد "الذباب الإلكتروني" أحد أهم أسلحة الحرب الإلكترونية الإعلامية التي تشنها الدوحة على الدول المقاطعة، ويكثر ذلك الذباب تحديداً على موقع التدوينات القصيرة "تويتر"؛ لما له من رواج كبير في الخليج.

وهو عبارة عن حسابات وهمية تدار عن طريق برمجيات ومواقع تقوم بكتابة التعليقات والإعجاب وإعادة التغريد تلقائياً، وتدار من قبل رجال النظام القطري مثل المدعو عزمي بشارة، الذي جند آلاف الذبابات لتصطاد في الماء العكر.

أين تجد الذباب؟

ينتشر "الذباب الإلكتروني" القطري بشدة في الحسابات الإخبارية، وحسابات الصحف السعودية، والشخصيات الإعلامية الشهيرة والمدونين السعوديين المعروفين، وينشط بشدة حينما يتعلق محتوى المواد الصحفية أو التغريدات بقطر، فيبدأ في إطلاق السباب والشتائم، أو التقليل من أهمية الخبر بالتشكيك فيه، أو في كاتب المادة، أو في الصحيفة... إلخ.

إستراتيجية الإلهاء

وأخطر ما يقوم به الذباب هو استخدامه لاستراتيجية الإلهاء ومحاولة توجيه الرأي العام السعودي، واللعب على مشاعر وعواطف الناس، وذلك من خلال حسابات تظنها للوهلة الأولى أنها لمواطنين سعوديين، ولكنها في حقيقتها حسابات قطرية مبرمجة تستخدم معرفات سعودية.

وإذا تتبعتها ستجدها حسابات حديثة النشأة، وتغريداتها قليلة، وعدد المتابعين لها ضئيل أيضاً، ويتابع حسابات الشخصيات المناوئة للسلطة، والمعارضين المأجورين وأشباههم.

ورغم دناءة أسلوب ذلك الذباب، إلا أنه يتعامل بذكاء وفقاً لاستراتيجيته فائقة الخطورة، فعلى سبيل المثال عندما يتم نشر خبر أو مادة إعلامية تتحدث عن قطر أو تتناول شأناً من شؤونها الذي يتقاطع مع المملكة، فإن الذباب يلقي بسيل من التغريدات البعيدة كل البعد عن مضمون الخبر، ويحاول خلق رأي عام جديد أو توجيه مسار الحديث نحو قضية أو اتجاه أخر، أو يجدها فرصة لإطلاق الشائعات أو الأكاذيب، أو إثارة قضايا ثانوية لإبعاد دفة الحديث عن القضية الأساسية، فتجده يتحدث مثلاً عن مشاكل الإسكان، أو أحداث وقتية مثل فتاة الطائف التي اقتحمت مسرح المطرب الشهير، أو يطلق أكاذيب بخصوص اعتقال دعاة أو مدونين، أو يقوم بالإساءة للقيادات والرموز السعودية، أو يعلق متذمراً "كفى حديثاً عن قطر" و"اشغلتونا بقطر"... إلخ.

التأثير على المتلقين الحقيقيين

وتكمن الخطورة في التأثير على المتلقين والمغردين السعوديين الحقيقيين، وخلق رأي عام مضاد، فالمتلقي الحقيقي يتعاطى بشكل غير واعي مع كثرة التعليقات من النوعية سالفة الذكر، فيبدأ في السير على نهج الذباب الإلكتروني بدون وعي منه؛ حيث إن الأساليب المستخدمة من قِبل الذباب من تكثيف وتكرار الشائعات والتعليقات، والملاحقة المستمرة في عرض نفس القضية، تُغرس في وعي ولاوعي المتلقي.

وقال وزير الدعاية في ألمانيا النازية "غوبلز": سر نجاح الدعاية لا يكمن في إذاعة بيانات تتناول آلاف الأشياء، بل يكمن في التركيز على بعض الأشياء في آلاف البيانات؛ إذ يركز الذباب على تغيير مسار الموضوع إلى موضوع أخر معين، وتكرار الحديث فيه بشكل مركز.

إثارة مشاعر الناس وعواطفهم

ويعتمد "الذباب الإلكتروني" القطري على استغلال وإثارة المناطق سهلة الإثارة في عقل الإنسان المتلقي حتى وان كان يستخدم قصصاً كاذبة وملفقة أو إحياء صور من الماضي والتركيز على صور مبهجة أو محزنة مخزونة في لاوعي المتلقي ومن الصور والذكريات المحببة او الكريهة بالنسبة للفرد او الجمهور والمختزنة في العقل الجمعي للجمهور المراد مخاطبته، مع استخدام مختلف الأدوات والرموز لاستثارة العاطفة مثل الموسيقى والرايات وصور الرموز الشعبية والوطنية كالملوك السابقين.....إلخ.

ولزيادة الإمعان في انتحاله الشخصية السعودية؛ للتأثير السريع على المتلقي الحقيقي، وحتى لا ينكشف أمره بسهولة، غالباً يعتبره المتلقي الحقيقي حساب أحد المواطنين من الوهلة الأولى، ولن يكتشف الخدعة إلا بالتمحيص، وفحص الحساب والمتابعين له وتغريداته.

23 ألف حساب

وفي وقتٍ سابق، كشف المستشار بالديوان الملكي، سعود القحطاني عن وجود نحو 23 ألف حساب وهمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"؛ من أجل مهاجمة المملكة، ولنشر الفتن والفوضى.

وذكر أنه تم التأكد من أن 43% من صور البروفايل هي رسمة لوجه تميم، و9% لصورة حمد وتميم؛ مضيفاً أن 86% من الحسابات غرّدت عن الأمير.

وأكد أنه تم التأكد من وجود علاقة بين الحسابات وإدارة موحدة لهم؛ وذلك وفقاً لدراسة أجراها مركز الدراسات والشؤون الإعلامية قبل نحو عام.

وذكر "القحطاني" أن من بين الأمور اللافتة أن الحسابات محل الدراسة تستخدم ذات المصطلح لمرة أو أكثر في كل ست تغريدات مثل "المتسعودين، كم راتبك، أنتو عبيد.. إلخ". و"استخدمت كل المصطلحات للإساءة للقيادة في السعودية من قِبَل المنشقّين السعوديين تم استخدامها من الحسابات التي تم دراستها".

وبحسب "القحطاني"؛ فقد تضمنت الفضائح التي كشفتها الدراسة، العلاقةُ بين الحسابات المصطنعة والحسابات التي تدعو للثورة بالسعودية أو تثير قضايا الرأي العام أو تنشر الشائعات.

وأظهرت الدراسة أن معدل العلاقة بين هذه الحسابات بالرد أو إعادة التغريد أو التفضيل أو التغريد بذات التغريدة هو بمعدل 1 من كل 6 تغريدات.

كيف تتخلص من إزعاج الذباب؟

يتحتم على المواطن أن يكون أكثر وعياً، ويعي ما يحاك لوطنه من مؤامرات، تهدف إلى ضرب استقراره، وسحبه إلى مستنقع الفتن، وعليه عدم الاستماع لما يبثه الذباب من أكاذيب وافتراءات، وتلقي المعلومة من مصدرها الأصلي، أو من المصادر الموثوقة، والتخلص بضغطة زر من طنين الذباب بالإبلاغ عن حساباتهم، وحجبها أولاً بأول، فهي حسابات وهمية متجددة بآلاف المعرفات، وتعليقاتها متجددة ومختلفة كل مرة، ولكنها تتمحور حول نفس الاستراتيجيات والأساليب، وهدفها واحد.. "النيل من المملكة".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org