الإنسان هو هدف التنمية ووسيلتها في الوقت نفسه. ويعد العمل التطوعي أحد أهم الأسس التي تقوم عليها الجهات الخيرية؛ فهو تجسيد عملي لمبدأ التكافل الاجتماعي الذي حث عليه الإسلام.
كما أن العمل الخيري ركيزة أساسية في بناء المجتمعات، ونشر التماسك في المجتمعات.
قال تعالى {وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ}؛ فهو عمل تلقائي ذاتي خيري، يحتاج إلى تنظيم، والتبرع بالوقت والجهد والمال دون انتظار مقابل مادي.
فالإسلام يربط العمل التطوعي بقيم معينة، كالتكافل والتضامن والتعاون على فعل الخير، فهو قيمة اجتماعية أساسية بين أفراد المجتمع.
التطوع شعور إنساني نبيل، ينبع من ذات الإنسان، ويدفعه إلى المشاركة في خدمة المجتمع؛ فهو ليس بجديد على المجتمعات البشرية الحديثة، بل كان قائمًا في المجتمعات البدائية القديمة.
الرعاية الاجتماعية في الأديان السماوية.
لقد اتصف المسلمون بإغاثة الملهوف، ومساعدة المحتاج، ونصرة المظلوم.. وغيرها.
حضر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل الإسلام حلف الفضول، الذي عقده بعض عشائر قريش؛ لنصرة المظلوم؛ فهو يمثل صورة حية للعمل التطوعي في تلك الحقبة من الزمن.
جاء الإسلام -وهو آخر الديانات السماوية- بنظام متكامل للرعاية الاجتماعية، يقوم على أساس التكافل الاجتماعي، والتعاون بين الناس في سبيل الخير.
اعتمد المجتمع الدولي عام 2001م عامًا دوليًّا للمتطوعين، والخامس من ديسمبر من كل عام يومًا عالميًّا للمتطوعين.
يهدف ذلك إلى استثمار الموارد البشرية؛ فالتطوع أحد مداخل التنمية، من خلال منظمات المجتمع المدني، التي تعد من أهم مؤسسات المجتمع المدني.
ومن دوافع العمل التطوعي اكتساب مهارات وخبرات جديدة، وتكوين علاقات اجتماعية مع الآخرين، وشغل أوقات الفراغ فيما يفيد، وردُّ الجميل لبعض مؤسسات المجتمع، التي سبق أن استفاد منها الفرد، إضافة إلى الإيمان بهذه القيم والمعتقدات التي شجع عليها الإسلام، والإحساس بالمسؤولية الاجتماعية.
المجتمع المدني هو جملة من المؤسسات المدنية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
إنهم كلٌّ واحد في المجتمع متكامل، يدور حول فكرة تكامل أجزاء المجتمع، التي تحقق التضامن المنشود.
التطوع استثمار لطاقات وإمكانات ومهارات مهدرة، يعزز الشراكة بين القوى الفاعلة في المجتمع، وهي (القطاع العام والأهلي والخاص)، ويتخطى الانعزالية والحواجز السلبية، بل يزيل أسباب التخلف، ويسد الفراغ في الخدمات، ويوسع من قاعدتها، كما أنه يوثق العلاقات بين الأفراد والجماعات، ويحوِّل الطاقات السلبية إلى طاقات إيجابية قادرة وفاعلة ومنتجة، تعمل على دعم المجتمع من جهة، والعمل الحكومي ومؤازرته من جهة أخرى.