نجح فريق جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري، بمستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالريان، في علاج "خمسينية"، عانت لسنوات الغثيان وتنميلاً حاداً في كلتا الساقين، تمدّد لاحقاً إلى العمود الفقري، وكامل منطقة القفص الصدري مصحوباً بآلام حادة، إضافة إلى ضعف بالساقين وعدم قدرة على الحركة.
وقال الدكتور مارون أبو ناضر استشاري جراحة المخ والأعصاب، رئيس الفريق الطبي المعالج، إن المريضة قَدِمت إلى المستشفى بعد رحلة بحث طويلة عن العلاج، تنقلت فيها بين عدد من المستشفيات، لاستكشاف سبب هذه الأعراض المتفاقمة.
وأضاف أبو ناضر؛ أن الفريق الطبي بالمستشفى درس التاريخ المرضي للحالة وأخضعها كذلك لفحوصات طبية دقيقة، بيّنت نتائجها وجود ورم ليفي بطول "4" سم في الفقرة السابعة من العمود الفقري، ومتداخل مع الأعصاب مسبباً ضغطاً شديداً على النخاع الشوكي، وتوافق الفريق الطبي المكوّن من جرّاحي المخ والأعصاب والعمود الفقري والقلب والتخدير، على التدخل الجراحي العاجل للحيلولة دون حدوث مزيد من المضاعفات.
وبالفعل تمّ اخضاع الحالة لعملية استغرقت "4" ساعات تحت التخدير العام، وتمّ فيها الاستعانة بطاولة (Jackson Table) المصممة خصيصاً لهذا النوع من العمليات وتقنيات جراحة المنظار المجهرية (Pentero)، إضافة إلى استخدام آلات وأجهزة خاصة تعرف باسم (Sonopet Ultra Sonic Aspirator)، التي تعمل على إحداث اهتزاز لخلايا الورم وخلخلته وسحبه من مكانه دون تحريك النخاع الشوكي والشرايين الدقيقة بداخله، وذلك لتفادي حدوث الجلطات والشلل الدائم.
ووصف أبو ناضر؛ العملية بأنها كانت دقيقة، كما أنها أُجريت لحسن الحظ في الوقت المناسب، حيث إن التأخير في العلاج كان سيتسبّب، حسب كل المعطيات والمؤشرات الطبية، في إصابة المريضة بالشلل التام.
وفي الختام، أكّد الدكتور مارون أبو ناضر؛ أن جهود الفريق الطبي تكللت بالنجاح، ولله الحمد، حيث تم استئصال كامل الورم من العمود الفقري والقفص الصدري، مشيراً إلى أنه تمّت معاينة المريضة بعد 24 ساعة من العملية وتبيّن اختفاء الأعراض كافة التي جاءت بها إلى المستشفى، مع استعادتها قدرتها على المشي، حيث خرجت بعد 5 أيام من المستشفى وهي بصحة ممتازة سيراً على القدمين.