حذر المتخصص بالاتصال المؤسسي ياسر المعارك، من عدم قدرة المؤسسات الخدمية على إبراز إنجازاتها و بناء صورة ذهنية إيجابية وسمعة مؤسسية مميزة لدى جمهورها المستفيد، مشيرًا إلى تراجع أداء إدارات الإعلام و الاتصال التي تواجه عدة تحديات منها وجود سوء فهم لدى بعض القيادات التنفيذية في فك اشتباك المهام بين تخصص الاتصال المؤسسي والتسويق ومن يقود الآخر.
وقال "المعارك": الجهات الخدمية تحتاج إلى متخصص في الاتصال و الإعلام نظراً لاهتمامها ببناء الصورة والسمعة المؤسسية والتعريف بخدماتها من خلال عدة وسائل من أهمها التخطيط الإعلامي و الاتصالي و صناعة المحتوى، أما القطاعات الربحية فتحتاج إلى قائد متخصص بالتسويق لأن هدفها الاستراتيجي تعظيم الأرباح المالية أولاً و أخيراً.
وأضاف: هناك العديد من الشواهد أكدت عدم قدرة المتخصصين في التسويق على بناء الصورة السمعة الإيجابية لافتقارهم التخصص و الخبرة الإعلامية.
وأشار إلى أن التخصصين مكملان لبعضهما.
و أهاب "المعارك" بجميع القطاعات العامة إلى أهمية رفع مستوى اهتمامها بإدارات الاتصال و الإعلام ودعمها بالمختصين و تمكينها بميزانية مستقلة وذلك تنفيذا لقرار مجلس الوزراء الصادر عام 1432هـ الذي أكد على أهمية دعم إدارات الاتصال و الإعلام بالكوادر المهنية المتخصصة وربطها تنظيمياً برأس الهرم و تعيين متحدث رسمي للتواصل مع الإعلام.
وأضاف "المعارك": من أكبر الأخطاء الفادحة ربط التواصل الداخلي ضمن إدارات الموارد البشرية؛ لكون التواصل الداخلي يحتاج إلى مهارات وأدوات إعلامية يستطيع الوصول بالمستجدات و الأهداف الاستراتيجية لمنسوبي المنشأة، منتقداً الممارسات الحالية التي جعلت التواصل الداخلي محصوراً في برامج ترفيهية في الغالب على حساب التعريف و التعزيز للأهداف الاستراتيجية للمنشأة.
جاء ذلك خلال برنامج لقاء التواصل المؤسسي السنوي المفتوح، الذي تنظمه الغرفة التجارية بالأحساء، بحضور ومشاركة عدد من مسؤولي ومنسوبي التواصل المؤسسي بالمؤسسات وإعلاميين وإعلاميات المنطقة الشرقية.
وقد قدّم الأمسية وأدارها خالد القحطاني مدير الاتصال المؤسسي بالغرفة الذي أكد بدوره على أهمية إقامة مثل هذه الملتقيات التي تساهم في نشر المعرفة والوعي ومناقشة القضايا التنموية والمجتمعية وبلورة المستهدفات الوطنية وتوحيد الطاقات بهدف المساهمة في عملية التطوير.
وخلال اللقاء، أكد "المعارك" أن سمعة المؤسسة وصورتها الذهنية أصول غير ملموسة تزيد من قيمتها السوقية والمجتمعية، مشيرًا إلى تحسين السمعة المؤسسية وصناعة الصورة الذهنية المتميزة، أصبح همًا عامًا للمؤسسات والشركات، لما تمثله من أهمية.
وقال: الاتصال المؤسسي ليس دواءً سحريًا لحل مشكلات المؤسسات ومعالجة أوجه القصور بل هو جزءً مهمًا وأصيلًا في تحديد مكامن الخلل و العمل على علاجها بالشراكة مع الإدارات الأخرى المعنية كلا في مجال اختصاصه.
وتحدث "المعارك" عن العوامل الرئيسة التي تؤثر في سمعة المؤسسات وصورتها الذهنية مثل جودة الخدمات والمنتجات التي تقدمها وكذلك منظومة القيم والمبادئ واللوائح المنظمة التي ترسي العدالة والشفافية والنزاهة فضلًا عما تقدمه من مبادرات وبرامج للمسؤولية الاجتماعية المستدامة.
وأضاف: هذه البرامج والمبادرات أصبحت تلعب دورًا كبيرًا في بناء السمعة والصورة الذهنية المتميزة.