عثر مؤخراً على شجرة من الغاف " الحور الفراتي " والتي تعتبر من الأشجار المنقرضة ولم يتبق في المملكة سوى تلك الشجرة التي عثر عليها في بئر شرق الأحمر بمحافظة الأفلاج .
وقال الباحث والمتخصص النبات البري حميد بن مبارك الدوسري تم العثور على شجرة واحدة من الحور الفراتي في منطقة الأفلاج وهناك مساع حثيثة لمحاولة حمايتها وإنقاذها والبحث عن غيرها .
وتابع : بدأت حكايتي مع هذه الشجرة قبل أكثر من سبع سنوات عندما كنت في زيارة وقيان بن عمر اللحيان من أهل واسط ، حيث ذكرها لي وذهب معي مشكوراً إلى مكانها ، وكانت المفاجأة وجود عدد كبير من الأشجار الكبيرة الميتة في الآونة الأخيرة ووجدنا واحدة فقط من تلك الأشجار قد نبتت من تحتها بعض الفروع الجديدة ، فاستبشرنا خيراً ولكنها تتعرض للرعي الشديد .
وأضاف : فكرنا في حمايتها بشبك ولكن توقفنا لأنه قد يثير الانتباه إليها وربما يفسر هذا العمل تفسيرا خاطئا ويبدو أن السبب في موت تلك الأشجار هو الجفاف الشديد الذي تعرضت له المنطقة .
وأردف : ذكر لي وقيان أنه يوجد شجرة أخرى من هذا النوع في غلغل غربي الأفلاج ، ولكنه شخصياً لم يشاهدها ، وقد ذهبت أنا للبحث عنها ولم أوفق ، واعتقدت أنها قد ماتت أو قطعت .
وواصل : بدأت التردد على هذه الشجرة ومتابعتها باستمرار ، وقد أخذت منها عينة معشبية وتم إيداعها في المعشبة الوطنية في مركز الأبحاث الزراعية والمياه ، كما تم تسجيل الشجرة وموقعها على اللائحة الحمراء العالمية للنبات المهددة بالانقراض ، وبعد أن أثمرت تبيّن أنا أنثى وأن الزهور لم تخصب لأنه لا يوجد في المنطقة حولها أشجار مذكرة حتى لو على مسافات بعيدة ، لأن التلقيح يتم بالرياح ، وخلال أربع سنوات لم تنتج الشجرة ثمارا مخصبة ، بعدها بدأنا في محاولة التكثير بالعقل والتشجير ، والشجرة تتكاثر بالبادرات ، ولكن ليس هناك أمل في إنتاج لعدم توفر الماء بشكل مستمر .
من جهته تحدث وقيان بن عمر اللحيان لـ " سبق " بقوله:" يطلق على هذه الشجرة شجر الغاف وكان منتشرا بكثرة سابقاً بين الأحمر وواسط خاصة غربي الأفلاج وقد توجد سابقاً بستارة وحراضة لأنها لا توجد إلا في الأماكن الغائلة بالمياه وتتميز هذه الشجرة بالضخامة ولها أصوات جميلة عند هبوب الرياح .
وأضاف : مع قلة المياه ماتت جميع تلك الأشجار " الغاف " ولم يتبق إلا شجرة واحدة على بعد بضع كيلو مترات شرقي الأحمر .
وعن اكتشافه تلك الشجرة المنقرضة أكد اللحيان كنت على دراية بتلك الأشجار إبان طفولتي والسرحة مع الماشية في صغري لأن تلك الأشجار كان مظلة لنا من الشمس .
وتابع : بعد قدوم حميد الدوسري المتخصص في النباتات أبلغته أن هناك شجرة غريبة وبعد البحث عنها عثرنا عليها في الصمعانية شرق الأحمر في بئر حيث كانت هي الوحيدة الحية وبقية الأشجار الكبيرة من نوعها ميت من حولها .
وأردف : من أكثر من سنتين وأنا أحاول استنباتها في علب بمزرعتي ولكن لم أوفق في ذلك والآن أستنبتها مرة أخرى وكل ما ظهر أخضر مات.
وواصل: قبل عشرة أيام أحضرت أغصانا وزرعتها داخل علب في أكياس وتسمى هذه العملية بالتشتيل ، فإذا لم تنجح هذه العملية سأعمل لها عملية ترقيد ، ولن أتوقف حتى أنجح في استنبات هذه الشجرة بأي طريقة ، وستظل هذه الشجرة جزءا من اهتمامي لأنه لا يوجد في المملكة سوى هذه الشجرة ، مشيراً في الوقت نفسه أن علماء النبات يسمون هذه الشجرة بالحور بينما اسمها الدارج لدى الأهالي الغاف .
وطالب سعد بن محمد آل حبشان الذي قام بتزويد باحثين في مجال النباتات ببعض الأغصان لتلك الشجرة لاستزراعها ومحاولة تكثير هذه الشجرة التي تعتبر الوحيدة المتبقية بالجزيرة العربية من مديرية الزراعة في الافلاج والمزارعين والمهتمين بالنبات باستزراعها والمحافظة عليها لأهميتها وجمال منظرها .