ما رؤية رئاسة السعودية لمجموعة الـ20 لحل مشكلة الأمن الغذائي في العالم؟
كشف تقرير حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم أنّ ما يقارب 690 مليون شخص عانوا من الجوع في عام 2019، بزيادة قدرها 10 ملايين نسمة مقارنة بعام 2018، وبنحو 60 مليون نسمة خلال فترة خمس سنوات، وأفاد التقرير الذي أعدته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، ومنظمة اليونيسف، وبرنامج الأغذية العالمي، منظمة الصحة العالمية، وصدر في يوليو (تموز) الماضي، بأن ارتفاع تكاليف الغذاء وتراجع القدرة على تحملها، يعني أن مليارات الأشخاص غير قادرين على تناول أغذية صحية أو مغذية.
وتشير تلك البيانات إلى أن مشكلة الأمن الغذائي ترتبط بعدد ضخم من البشر في العالم، وأنها تتفاقم وتزداد تدهوراً مع تقدم الوقت، وأنها لن تقتصر على العدد الحالي للذين يعانون منها، بل ستشمل ملايين آخرين سيعانون منها كل عام، إذا لم يضع العالم حلولًا فعّالة لها، وفي سياق التجاوب مع هذه التحديات قدمت السعودية رؤيتها لمشكلة الأمن الغذائي، وتعاملت معها كواحدة من القضايا الأساسية التي ركزت عليها رئاستها، فأفردت لها إطاراً حمل عنوان "تعزيز الأمن الغذائي"، وأدرجت ضمن الأطر الستة التي شملها محور "الحفاظ على كوكب الأرض".
وتنبني الرؤية السعودية لمشكلة الأمن الغذائي على التجاوب مع التحديات التي كونت المشكلة؛ وهي: تأثيــر التغيــر المناخــي، وزيــادة الضغــط علــى المــوارد الطبيعيــة، وفقــدان التنــوع البيولوجــي، وتحديــات الزراعــة المســتدامة، وتغيــر العــادات الغذائيــة، ومن ثمَّ أكدت على ضرورة ضمــان توفــر الغــذاء الصحــي والآمــن بأســعار معقولــة للجميــع، خاصة فــي ظــل التمــدد الحضــري وتزايــد النمو؛ ما سيؤدي إلى إنهاء معاناة حوالــي 800 مليــون شــخص مــن الجــوع، وفي معرض تقديمها للحل اقترحت رئاســة المملكــة قيام مجموعــة العشــرين بتكثيــف جهودهــا لمعالجــة فقــد الغــذاء وهــدره، وتشــجيع الاســتثمارات الزراعيــة المســؤولة.
فالمملكة لا ترى بديلاً في التعامل مع مشكلة الأمن الغذائي، سوى القضاء على الجوع الذي يعاني منه الملايين في العالم، ومما يضاعف من أهمية الرؤية التي قدمتها رئاسة المملكة لمجموعة العشرين في هذا الصدد، استمرار تعقد مشكلة الأمن الغذائي، وظهور تحديات جديدة، مثل جائحة فيروس كورونا التي زادت من تفاقم المشكلة وتسببت في إضافة قرابة 130 مليون شخص إلى فئة الجوعى في العالم، وأدت إلى ظهور شبح المجاعة في نحو ثلاثين دولة، بحسب تقرير برنامج الأغذية العالمي الذي أصدره في أبريل (نيسان) الماضي؛ ما يستنتج منه أنه لا بديل أمام دول العالم سوى أن تتكاتف لحل مشكلة الأمن الغذائي، وليس هناك أجدر من مجموعة العشرين لوضع استراتيجية لتحقيق هذه الغاية.