"الدخيّل" يروي يومياته من حجره المنزلي.. وهذه قصة بحث "وزير التجارة" عن عنوانه
روى الدكتور عزام الدخيّل في لقاء خاص مع "سبق" تفاصيل عودته إلى أرض الوطن من المملكة المتحدة بعد توجيه وزارة الصحة العائدين من بعض الدول للعزل ١٤ يوماً، وأبرز مشاهداته بعد العودة وترتيبات حجره المنزلي، وكيف يقضي وقته داخله، وطريقة حصوله على التموين الغذائي، ولماذا سأل وزير التجارة عن عنوان حجره الصحي.
وفي التفاصيل، قال "الدخيّل" راوياً قصة عودته لأرض الوطن: "استمعنا إلى إعلان تفصيلي قبل مغادرة الطائرة تُوضح الإجراءات بعد الهبوط، والإجراءات المحتملة لمن زار دولة موبوءة أو خالط مصاباً محتملاً، وبعد نزولنا من الطائرة مباشرة توقفنا أمام منصة مؤقتة لوزارة الصحة، حيث استقبلنا مجموعة أطباء ومتخصصين لقياس الحرارة، وطلب معلومات عن خط سير كل مسافر، وكانوا لطيفين وحليمين ويتصفون بالهدوء والأناة، ويسألون بدقة ويشرحون السؤال كما كانوا يعيدون تعليمات الحجر المنزلي أكثر من مرة ليتأكدوا أن المسافر الواصل فهمها.
وأضاف: "سمعت الملاحظات الجميلة للركاب غير السعوديين القادمين معنا ومقارنتهم للوضع في مطار المملكة مع المطارات التي قدموا منها أو عبروا خلالها، وكانت انطباعاتهم ترسيخاً لهوية المملكة الإيجابية في هذا العهد الزاهر".
وعن ترتيباته في الحجر المنزلي بيّن "الدخيل" أنه يعيش في ملحق معزول عن أفراد أسرته حمايةً لهم، وبه كل الخدمات المتوفرة له، ويحرص على تعقيمه وتنظيفه بشكلٍ مستمر، ويقضي وقته في الصلاة والتمارين الرياضية والقهوة والكتابة ومتابعة الأفلام الوثائقية، وتدوين الملاحظات اليومية، ويختم ذلك بورشة عمل قراءة وكتابة مكثفة حتى قبيل الفجر.
وأضاف: "تلقيت اتصالاً من وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة، يطمئن على صحتي، وسألني ضاحكاً هل أنت مُلتزم بالحجر المنزلي؟ كما تلقيت اتصالاً آخر من منسوبي وزارته، وعلمت أنهم يتواصلون مع كافة المسافرين المعزولين بالحجر المنزلي بانتظام للسؤال والاطمئنان عليهم، وتلبية احتياجاتهم".
وأردف "الدخيّل": "اتصل بي وزير التجارة الدكتور ماجد القصبي في بداية الحجر، فقلت له إذا كنت تريد سؤالي عن التموين فأنا بخير، لكنني لم أجد نوع التونة الفاخر الذي أهديته لي قبل سنة، ضحك الوزير، وقال لا أكلمك بصفتي وزيرًا؛ لكن لدي كتاب يوسع صدرك فترة الحجر وأريد معرفة عنوان الحجر، وهنا أود أن أشيد بوزير التجارة ومنسوبي الوزارة وفريق المراقبة الميدانية".
وكشف الدخيل عن حصوله على التموين الغذائي في الحجر المنزلي، حيث تم تحديد شخص واحد فقط يحضر مرة واحدة في اليوم، وقد ارتدى قفازاته وكمامته ليضع التموين في الساحة الخارجية ويغادر؛ لأخرج وأستلمها وأعقم كل شيء قبل نقل المستلزمات داخل الملحق والمستلزمات جميعها متوفرة ولله الحمد.
وتحدث "الدخيل" عن مضامين كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - أنها كانت موجهة للمواطنين والمقيمين على حدٍ سواء فالقيادة تهتم بالإنسان، وهذا هو المعنى الحقيقي لحقوق الإنسان، وأضاف: لن أتساءل عن وضع السعودي المقيم في الغرب، بل عن وضع الإنسان في الغرب، حيث اتضح أن حقوق الإنسان لديهم شعارٌ انتخابي يتبخر عند مواجهة الحقائق، وأنه وجّه ـ حفظه الله ـ برعاية الجميع في المملكة، وبرعاية السعوديين خارجها.
وتابع عن كلمة "الملك": تحدث ـ حفظه الله ـ إلى المواطنين والمقيمين بشفافية، وصارحهم، وشكرهم، وطمأنهم على أنفسهم وعلى أحبابهم، وأعلن بذل الغالي والنفيس لصحتهم مستعيناً بالله ومستشهداً بكتاب الله، وضع في طليعة إمكانات الوطن عزيمة المواطنين القوية في مواجهة الشدائد بثبات المؤمنين العاملين بالأسباب.
وقال: افتقدت أمي وأسرتي في الحجر الصحي، ولكن توفر التقنية في المملكة يسهل التواصل المسموع والمرئي، واستفدت من مقر إقامتي القدرة على تنظيم الوقت والسيطرة على تفاصيله، مبيناً أن مرحلة الحجر المنزلي لفتت انتباهه إلى نعمة الأصدقاء فعزمت أن أفرغ من كتابي عن الصديق بحول الله وقوته.
وختم بقوله: "خلاصة تجربتي في الحجر المنزلي، أن الإنسان ضعيف، ولا حول ولا قوة له إلا بالله، والإيمان بالله نعمة كبيرة، ويجب أن نستفيد من الدروس المستقاة، وأن نحافظ على ترابط الأسرة وتماسكها فهي نواة المجتمع الصالح، وأن نركز على الأساسيات، ونقلل من الكماليات، ونتذكر نعم الله الكثيرة التي كنا لا نحمد الله عليها كثيراً وأحياناً نعتبرها بديهية، ومن أهمها الصحة والوفرة والأمن الذي نحمد الله عليه بقيادةٍ رشيدة ترعى مصالح مواطنيها والمقيمين في أرضها، حفظ الله مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وحفظ الله الوطن.
