أشاد عدد من المثقفين المشاركين والحاضرين في "مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة" بالجهود التنظيمية التي بذلتها هيئة الأدب والنشر والترجمة لتنظيم أول مؤتمر فلسفي من نوعه في المملكة، مؤكدين أن المؤتمر شكل فرصة لالتقاء كبار الفلاسفة على مستوى العالم، وواصفين المؤتمر بأنه إضافة جديدة للمشهد الثقافي السعودي بصفة خاصة وللمنطقة بشكل عام.
وفي التفاصيل، أكدت الدكتورة إيمان الغامدي، عضو هيئة التدريس بكلية اللغات والترجمة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، أن المؤتمر فرصة للتعرف على المختصين بمجال الفلسفة من داخل المملكة وخارجها، للاستفادة من رؤاهم وتصوراتهم لتطوير المناهج الفلسفية في الجامعات السعودية ومنحها مساحة أكبر، مثمنة المبادرة بتنظيم هذا المؤتمر. كما تحدثت عن واقع حضور "الفلسفة" في المناهج السعودية، مؤكدة أنها موجودة في المناهج الأدبية ويتم تدريسها بشكل مبسط، حيث يتم التركيز على "الأدب"، مطالبة بالتوسع في تدريسها وإتاحة مساحة أكبر لها، ومبدية رغبتها الأكيدة في متابعة جميع فعاليات "المؤتمر".
ومن ناحيته، عبر رائد العيد، الكاتب والمؤلف السعودي والمهتم بالشأن الثقافي والمعرفي، عن شكره لـ"هيئة الأدب والنشر والترجمة" على التنظيم الرائع لأول مؤتمر فلسفي من نوعه في المملكة، والذي يمثل إضافة جديدة للمشهد الثقافي السعودي بصفة خاصة وفي الخليج العربي بشكل عام، كونه يجمع نخبة من الفلاسفة والمفكرين على مستوى العالم الذين سيسهم طرحهم في تفعيل التفلسف، كما يناقش موضوعاً مهماً جداً هو الواقع المعاصر لما بعد جائحة "كورونا"، واللا متوقع من الحياة القادمة، وذلك من خلال المحاور المطروحة وورش العمل المختلفة، وكذلك من خلال الأركان المخصصة التي ستسهم في إثراء المشهد الثقافي في بلادنا، مثل "مؤسسة بصيرة للاستشارات التعليمية" و"حكمة" ومنصة "معنى".
وبدوره، وصف محمد آل فاضل، عضو ملتقى السلام الفلسفي، المؤتمر بالمحفل الفلسفي المهم، خاصة أنه يشهد حضور نخبة من فلاسفة العالم، إضافة إلى حضور بعض المهتمين والمختصين بالفلسفة في المملكة، من أكاديميين وأساتذة جامعات، وكذلك من جمعية الفلسفة السعودية. وأكد بأنه يمثل إثراءً كبيراً لهذا الجانب، وذلك من خلال المحاضرات وورش التدريب المختلفة، بالإضافة إلى بعض الفعاليات التي تهم الأطفال بصفة خاصة، وكذلك كل فئات المجتمع بشكل عام، متمنياً أن تشكل هذه الانطلاقة القوية قاعدة متينة لاستمراريته.
وفي ختام حديثه، أشاد "آل فاضل" بحضور الفلسفة في المشهد الثقافي السعودي، مثمناً قيام وزارة التعليم بإدراج منهج التفكير الناقد في مناهج التعليم للمرحلة الثانوية، الأمر الذي يعد بذوراً فلسفية في تربة التعليم. ووصف هذا المؤتمر بأنه يعتبر مدخلاً وفرصة مواتية لعدد كبيرة من أفراد المجتمع للتعرف على الفلسفة ومدارسها المختلفة.
وأشادت الدكتورة الجازي آل سلطان، عضو هيئة التدريس بكلية اللغات والترجمة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بمبادرة "هيئة الأدب والنشر والترجمة" بتنظيم هذا المؤتمر، وقالت إنها قد أسعدت كثيراً من المهتمين بمجال الفلسفة في المملكة، الذين حرصوا على حضور فعالياته للوقوف على أبرز مستجدات هذا المجال، والاطلاع على الأفكار الجديدة في الفلسفة الحديثة على مستوى السعودية والعالم.
وأكدت "آل سلطان" أن وجود علم الفلسفة في المناهج السعودية، سيسهم في إثراء هذه المناهج بشكل كبير، خاصة أن بعض المناهج تحتوي على هذا العلم، وذلك بدون الإشارة إلى مسمى "فلسفة"، وبذلك فإن "الفلسفة" حاضرة، ولكن بدون مسماها الواضح والصريح.
يشار إلى أن "مؤتمر الرياض للفلسفة" قد انطلقت أعماله، أمس الأربعاء، ويعد أول مؤتمر فلسفي من نوعه يقام بالمملكة، وتنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة على مدى ثلاثة أيام، من الثامن حتى العاشر من ديسمبر الجاري، في مقر مكتبة الملك فهد الوطنية بالرياض، بمشاركة عدد من المتخصصين وخبراء الفلسفة ونظرياتها وتطبيقاتها الحديثة من جميع أنحاء العالم.
ويهدف المؤتمر إلى إيجاد مساحة حوار تناقش مستجدات علم الفلسفة وتطبيقاته الحديثة، وتدعم المحتوى الفلسفي متعدد الأبعاد والآفاق، بالإضافة إلى بناء جسور التعاون بين المؤسسات الناشطة في مجال الفلسفة من مختلف دول العالم، والدفع بعجلة البحث العلمي والأكاديمي في المجال الفلسفي، وقد اعتمد في دورته الأولى مفهوم "اللامتوقع" كمحور مركزي سينسج من خلاله الحضور موضوعاتهم وتأملاتهم وأبحاثهم من خلال المحاضرات، والجلسات العامة، والورش الفلسفية المتنوعة.